يتناول هذا البحث كتاب العلامة شمس الدين محمد بن حسن بن علي بن عثمان النواجي الذي حمل عنوان (الصبوح)، والذي احتوى على الحكايات الأدبية والأخبار والنوادر والأشعار التي تتداول في مجالس الصباح، وهو ما حفل به التراث الأدبي العربي في كثير من مؤلفاته بأخبار الملوك، وبمذاهبهم الأدبية.

قد تكون مادة المخطوطة التي بين أيدينا خير وثيقة تُعبّر عما يجول في مجالسهم في تلك الفترة الزمنية التي مضت، وهو ما يبين مقدار تأثير هذه الطبقة الحاكمة في الإنتاج الأدبي، ويبيّن في الوقت نفسه مقدار تأثير هذا الإنتاج الأدبي في هذه الطبقة الحاكمة في حركة تفاعلية غير متناهية، لتكشف لنا هذه المخطوطة عن اهتماماتهم المختلفة، وتفاوت مستوياتهم الثقافية، والدينية، والسلوكية، والسياسية، والأدبية خصوصًا، فهذه المخطوطة بمنزلة آلة الزمن التي مكنتنا من العودة إلى سنوات طويلة مضت، نقتحم بها مجالسهم المغلقة، ونستمع إلى ما يدور فيها من أحاديث خاصة.

يهدف هذا البحث إلى إخراج النص سليمًا، وقد اعتمد على منهج النص المختار، وهو اختيار القراءة الصحيحة من أي نسخة وجدت، مع عدم اتخاذ نسخة معينة أصلًا لهذا التحقيق.

وقد احتوى هذا البحث على مقدمة، وقسمين، وخاتمة. أما المقدمة فقد تضمنت توطئة للموضوع، وعرضًا لأقسام البحث ومكوناته. وقد اختصّ القسم الأول بالدراسة للمصنِّف وللكتاب، وبه ثلاثة مباحث، المبحث الأول: التعريف بالمؤلِّف، والمبحث الثاني: التعريف بالمخطوطة، والمبحث الثالث: منهج تحقيق النص المخطوط. وأما القسم الثاني: فقد استقلّ بتحقيق نص المخطوط والتعليق عليه. وأما الخاتمة فقد احتوت على أهم النتائج التي توصَّل إليها هذا البحث.