لقد قيض الله أعلاما لحفظ سنة نبيه -صلي الله عليه وسلم - وكان من بين هؤلاء الأعلام الإمام المحدث أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي صاحب السنن المعروفة بسنن الدارمي -رحمه الله - فجاءت هذه الدراسة لتكشف أمورا عديدة منها : بيان زوائد سنن الدارمي علي الصحيحين في كتاب الحج ، وهل هذه الزوائد لها أثر في استنباط الأحكام الفقهية أم لا ؟ وهل هي معمول بها عند الفقهاء أم لا ؟ ؛ وتبرز الدراسة أيضا التبويب الدقيق للإمام الدارمي في كتابه السنن الأمر الذي جعله ليس محدثا فحسب وإنما فقهيا من الطراز الأول فتبويبه للأحاديث دلالة منه على رأيه الفقهي في الأحاديث التي أوردها بسنده في كتابه فضلا عن آراءه التي ساقها عقب الأحاديث والتي تنوعت مابين آراء فقهية وحديثية ولغوية ، كما بينت الدراسة أيضا أن أكثر الأحاديث التي انفرد بها في سننه عن الصحيحين أحاديث صحيحة بل بعضها علي شرط الشيخين البخاري ومسلم إلا أنهما لم يخرجا هذه الأحاديث وهذا يدل على قيمة ومكانة سنن الدارمي كمصنف بين الكتب التسعة ،كما بينت الدراسة أيضا عدد الأحاديث التي وافق فيها الدارمي كل من البخاري ومسلم ،وعدد الأحاديث التي انفرد بها عنهم ، وعدد الأحاديث المرفوعة ، والموقوفة ،والمقطوعة في كتابه ليضع هذا البحث دراسة شاملة لسنن الدارمي أمام طلاب العلم وخاصة كل من يريد التعامل مع كتاب السنن في المرحلة القادمة ....والله ولي التوفيق