إن بيان الشخصية وأنماطها في أي عمل روائي من الموضوعات المهمة التي يرتكز إليها الباحث في دراسة وتحليل الفن الروائي، ولأن الشخصية هي مرتكز ومعمارية الرواية، فلا يمكن أن تقوم رواية ما دون وجود عنصر الشخصية التي تسهم بفعلها في دفع عجلة سير الحبكة الروائية، لأن ما يصدر ما يصدر عنها من حركة وأحداث هو الذي يمد الواية تواجدها. ولإثراء البحث تم تقسيم البحث حسب ما اقتضت طبيعة الإشكاليات المطروحة إلي مدخل وثلاث فصول، المدخل : جاء معنونا "تعريف الشخصية وقصة سيدنا إبراهيم" وحاولنا جعل المدخل بمثابة خطوة إطلالية للمرور إلي الفصول، ويأتي الفصل الأول بعنوان "الشخصيات في قصة يعقوب عليه السلام"، ثم الفصل الثاني بعنوان " الشخصيات في قصة يوسف عليه السلام"، ثم الفصل الثالث بعنوان "الأبعاد الأسطورية والدينية في قصص الآباء التوراتية" ثم تختتم الدراسة بالخاتمة والنتائج، ثم قائمة المصادر والمراجع. ونخلص في هذه الدراسة والتي تناولت سيميائية الشخصية في قصص الآباء التوراتية إلي النتائج التالية: تعد الشخصية من أبرز عناصر السيميائية السردية في النقد العربي. للشخصية دور فعال في الرواية، ولا يمكن تصور رواية بدون شخصيات. الشخصية في السيميائية السردية، الشخصية تمثل حقيقي للفرد والإنسان وذلك عبر الملفوظ السردي، ولا يمكن أن نميزها إلا من خلال ما يصدر عنها من صفات أو ماتوصف به. تتنوع الشخصية السردية وتتعدد، فهناك شخصيات رئيسية، وثانوية وشخصيات مدورة ونامية وشخصيات مسطحة أو ثابته، وأخري مرجعية وإشارية واستذكارية.

وفي الأخيرنرجو أن نكون قد وفقنا في إعطاء نظرة بسيطة عن التمظهرات الدلالية للشخصيات في قصص الآباء التوراتية، أما النتائج التي خرجنا بها ماهي إلا تلميحات في مجال رحب يستدعي العديد من البحوث.