تنافش هذه الدراسة موضوع استفصال المفتي والمستفتي في عصر الرقمنة دراسة في أدبيات الفتوى المعاصرة من خلال مناقشة مفهوم الاستفصال ومشروعيته وأدلته وضوابطه والاستفصال أدب من آداب الفتوى من شأنه أن يجنب المفتي والمستفتي المزالق التي قد يقع فيها كل منهما مما يؤدي لاضطراب الفتوى أو القول على الله دون علم وهو أول أدوات تصور الفقيه للواقعة المسؤول عنها ، فلا يتسرع في الجواب حتى يستفصل ويتعقل السؤال، وينظر ويتفكر: إلى كم قسم يقسم، ليعلم أنَّ سؤال السائل من أي الأقسام ثم معرفة ما يقابل كل قسم من الأحكام، ثم يعدُّ الجواب ، وقد يحتاج المستفتي لمزيد إيضاح من المفتى لفهم حكم الواقعة ، أو يسأله عن دليل فتواه ، وفى ظل التداعيات المعاصرة الأمر الذى زاد من أهمية استعمال الوسائل الرقمية وجعل الكثير من مؤسسات الافتاء يسرع الخطى تجاه الرقمنة ، وكان من أهم النتائج التي توصلت لها الدراسة أن حكم استفصال المفتي من المستفتي مختلف فيه فقد يكون واجبًا وقد يكون محرمًا، وقد يكون بينهما، وذلك بحسب القرائن التي تحقق الامتثال ودفع الشبهة ، كما أن للاستفصال عبر الوسائط الرقمية ضوابط من أهمها أن تدعو الحاجة إلى الاستفصال، أن يستفصل المفتي من السائل إذا كان في الجواب تفصيل ، أن يكون السائل غير قادر على صياغة سؤاله، أن يكون الاستفصال عند توهم وجود الأعذار المسقطة للأحكام ، أن يكون الاستفصال عن أمور مجملة في شرط الحكم لا في انتفاء الموانع، أن يكون الاستفصال عند عدم معرفة حال السائل أن يكون في الاستفصال احتمالية الترجيح ، أن يكون في الاستفصال احتمال لدفع ضرر أكبر.