يُعدُّ الخبر - باعتباره موروثًا أدبيًا معرفيًا- خير ممثِّل للعصر المسجَّل فيه، وللعصور السّابقة عليه، ولا يقتصر على كونه مجرَّد أداة للإخبار، فهو يتعدّى ذلك إلى مقاصد كثيرة أخرى من بينها: الوعظ أو التوجيه أو التأثير في المتلقي عن طريق الفكاهة أو غير ذلك من المقاصد الكثيرة التي ذخرت بها الأخبار التي نُقلت عن العرب.
ويحمل الخبر عند ابن الجوزيّ بعض هذه المقاصد التي نراها منثورة في كتب الخبر عنده؛ مثل كتابي: (أخبار الأذكياء)، و(أخبار الحمقى والمغفَّلين). ويرصد هذا البحث بعض أدوات التشكيل اللغويِّ لبنية الخبر التي ظهرت في أخبار هذين الكتابيْن مُحقِّقة المقاصد المختلفة السابق ذكرها، في ضوء النظريَّة الأسلوبيَّة؛ لأنّها تنظر إلى النصِّ باعتباره اختيار المرسِل لأدوات لغويَّة بعينها من بين اختيارات كثيرة متاحة له، وتندرج هذه الأدوات تحت المستويات التالية: المستوى الصوتيّ، والمستوى التركيبيّ، والمستوى المعجميّ، وقد توصّلت الدراسة نتائج منها: أن توظيف المستوى الصوتي تمثل في عنده في تبادل الصوامت وتبادل الصوائت، وأن المستوى التركيبي ظهر في بعض البِنَى منها: بنية الاستفهام، وبنية الحذف، وبنية المفارقة، وبنية الازدواج، ودمج الكلمات، أما المستوى المعجمي فقد توصّل البحث إلى أن لغة ابن الجوزي سهلة وبسيطة إلا من بعض الألفاظ الغريبة على القارئ المعاصر.
الكلمات المفتاحيَّة: التشكيل اللغويّ، الخبر، ابن الجوزيّ، الأسلوبيَّة، أخبار الأذكياء، أخبار الحمقى والمغفلين.