ذاع ورود مصطلح " العامي الفصيح " في مؤلفات القرن العشرين، وأُفردت الدراسات والبحوث لبحث أبعادٍ مختلفة تتعلق بهذا المصطلح –من مِثل استثماره في المسرح والفنون الأدبية والتعليم؛ للارتقاء بلغة الحياة اليومية وتقليص الازدواجية اللغوية-، إلى جانب تصنيف معجمات ضمت ألفاظًا تندرج تحت مصطلح " العامي الفصيح " أو " فصيح العامية ".
حيث نادى فريق من المحدثين باستخدام لغة العوام التي أصلها فصيح في الأدب والتعليم والإعلام؛ بوازع الحرص على سلامة العربية وتحقيقًا لغرض اللغة وهو الإفهام والتواصل؛ وأنتج هذا الفريق الموفِّق مجموعة من الروايات الأدبية والدراسات والبحوث العلمية والمقالات الصحفية والمعجمات ذات العلاقة بالعامي الفصيح، لکنَّ أحدًا لم يسرد تاريخ هذا المصطلح.
ولمَّا کان من المفيد للباحث –أي باحث- الاطلاعُ على تأريخ المصطلحات الدائر عليها بحثه، ولمَّا لم أقف على تأريخ لمصطلح "العامي الفصيح" عند من يتناولونه بالدراسة والتصنيف؛ فقد حاولت في هذا البحث إلقاء الضوء على التطور الدلالي لمفردات هذا المصطلح، ووضعته على فترات تاريخية بحسب سمات کل فترة منها.