يستعرض هذا البحث أوضاع الأطفال في ظل نظام الخمير الحمر والذي سيطر على السلطة في كمبوديا في الفترة من 1975م إلى 1979م، ومحاولة هذا النظام الهجوم على منظومة الأسرة وإعادة تشكيل المجتمع من خلال تقسيمه إلى طبقات، وأن يحل النظام الحاكم محل السلطة الأبوية، ومحاولة إقناع الأطفال من خلال الدعاية والتلقين وفصل الأطفال عن أسرهم بتحويل الولاء من الأسرة إلى الدولة. وفي ظل هذا النظام تم استغلال الأطفال كعمال في ظل ظروف عمل سيئة للغاية، وانتشار للأمراض بسبب سوء التغذية خاصة مع عدم توافر الرعاية الطبية المناسبة، وترتب على هذا وفاة عديد من هؤلاء العمال الأطفال. وكذلك استغل الخمير الحمر الأطفال كجنود سواء شاركوا بصورة مباشرة في ميادين القتال أو شاركوا بصورة غير مباشرة، وهذا جعل الأطفال أداة لتنفيذ سياساته. ونتج عن مشاركة الأطفال كجنود حالات وفاة للعديد منهم، أو إصابات جسدية وأضرار نفسية عانى منها الناجون منهم. وقد صمم الخمير الحمر البرامج التعليمية لكي تحقق لهم السيطرة على الأطفال على اعتبار أنهم الأمل في استمرار أفكارهم ومنهجهم في الحكم. وفي النهاية فبسقوط نظام الخمير الحمر انتهى الجانب الأصعب من معاناة الأطفال في كمبوديا، وأن استمرت البلاد تعاني من عدم الاستقرار والصراع لفترة من الزمن. وقد مارس نظام الخمير عديد من الجرائم خلال فترة حكمه مما استوجب محاكمة قادته عليها.