هَدَفَ البحثُ إلى تسليط الضَّوء على المنظور القرآنيّ لتمكين المرأة، ببيان مفهوم تمكين المرأة في المنظور الغربيّ، وأبعاده، وموقف الفكر الإسلاميّ نحوه بين اتجاهات التَّأييد ومواقف الرَّفض، وذلك باتّباع المَنهجَين الاستقرائيّ والتَّحليليّ، اكد البحث على إنَّ الاتجاه النَّقديّ والتَّأصيليّ الدَّاعي إلى إعادة فتح باب الاجتهاد والبحث في تطوير أنموذَجٍ إسلاميٍّ لتمكين المرأة يستندُ إلى المنظور القرآنيّ الشَّامل والمتكامل، مازالَ الأقلُّ حضورًا وتأثيرًا، إلَّا أنَّه أثبت وجوده وقدرته على التَّقَدُّمِ والارتقاء بين البحث ان بالرَّغم مِن تَعدُّدِ وتنوُّعِ تعريفات التَّمكين مِن مختلف الأبعاد النَّفسيَّة والاجتماعيَّة والإداريَّة والسياسيَّة والاقتصاديَّة، إلَّا أنَّها تَتَّفقُ جميعًا على أنَّ التَّمكين هو "تلك العمليَّة الَّتي تهدفُ إلى بناء الأفراد والجماعات وتعزيز قدراتهم في إحداث التَّغيير المطلوب في حياتهم ، يهدف البحثُ بشكلٍ عامٍّ إلى تسليط الضَّوء على المنظور القرآنيّ لتمكين المرأة، ببيان مفهوم تمكين المرأة في المنظور الغربيّ، ومقوماته وأبعاده، وموقف الفِكر الإسلاميّ تجاهه بين القبول والرَّفض وقد خَلُصَ البحثُ إلى أنَّ الأساسَ المفاهيميّ والتَّشريعيّ والإجرائيّ لتمكين المرأة وفق المنظور القرآنيّ متحقِّقٌ بوجوده وبشموله لكافَّةِ الأبعاد الماديَّةِ والمعنويَّةِ الَّتي تدور حولها الحياةُ الإنسانيَّة عمومًا، وحياةُ المرأة على وجه الخصوص، انطلاقًا مِن الإقرار بحقوقها المشروعة في مختلف مجالات الحياة الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة والسياسيَّة، وأوصى البحثُ بضرورةِ دَعم وتحفيز الجهود النَّقديَّة والتَّأصيليَّة الَّتي تسعى إلى تقديم رؤى وَسطيَّة ومعتدلة لمعالجة إشكاليات المرأة في المجتمعات الإسلاميَّة، والعمل المشترك للوصول إلى رؤيةٍ إسلاميَّةٍ مُتكاملةٍ وشاملة، قادرةٍ على مواجهةِ النّسويَّةِ الغربيَّة، وإفشال مساعيها وتوجهاتها.