يهدف البحث إلى رصد موقف علماء اليهود في فترة العصر الوسيط؛ من قضية "نسخ القرآن للتوراة""ביטול התורה"، ورفضهم التام لهذا النسخ، والأدلة التى قدمها اليهود لتأييد موقفهم، ورد علماء المسلمين عليهم في رفض نسخ القرآن للتوراة، والأدلة التى قدموها.

تتبلور مشكلة البحث في أن قضية نسخ القرآن للتوراة "ביטול התורה" تُعد قضية شائكة في تاريخ الخلاف الفكري بين اليهود والمسلمين في العصر الوسيط؛ لما ارتبط بها من رفض تام لنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والاعتراف بأن الدين الإسلامي هو آخر الديانات الكتابية، وما تبعه من محاولة اليهود البحث عن أدلة وحجج تؤيد رفضهم، وتفنيد نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ما شحذ همة علماء المسلمين للرد عليهم بالأدلة الدامغة.

يعتمد البحث المنهج الوصفي التحليلى، من خلال تقديم المواقف العامة لليهود من القضية، وكذلك آراء بعض علمائهم في قضية النسخ، ثم تقديم رد العلماء المسلمين على هذه الآراء، وأدلة المسلمين على أحقية النسخ.

اعتمدت الدراسة على استقصاء آراء علماء اليهود في العصر الوسيط حول نسخ القرآن للتوراة مثل: سعديا جاءون وموسي بن ميمون والقرقساني ونتنئيل فيومي ويهودا اللاوي، وعرض آراء علماء المسلمين؛ سواء في الرد على اليهود، أو في تقديم أدلة النسخ. وقد وقع الاختيار على هذه الأسماء من العلماء اليهود لكونهم أفردوا أجزاء من كتبهم للرد على نسخ التوراة، وتقديم أدلة لدحض النسخ، كما عرضوا للأمر بوضوح؛ معبرين عن آراء مختلفة خاصة بجمهور اليهود أو رأى الخاصة منهم، على اختلاف فرقهم.