ترتبط إمكانية الحصول على مياه شرب نظيفة ارتباطاً وثيقاً بالظروف الصحية للأفراد؛ فالمياه المأمونة- كما جاءت أوصافها في دلائل الجودة- لا تنطوي على أية مخاطر ذات بال على الصحة؛ بسبب استهلاكها مدى الحياة، وعلى الرغم من ذلك لا تزال الأمراض المرتبطة بالمياه واحدة من كبرى المشكلات الصحية التي تواجه البشرية.

وتتصدر قضية مياه الشرب في مصر، أهم القطاعات الخدمية التي تؤرق حياة السكان، وتعيق برامج التنمية بها؛ إذ تتسبب- مع الصرف الصحي- في خسائر، تتراوح بين (26-56 مليار جنيه )، بتكلفة (0.75-1.61%) من الناتج الإجمالي (2019م)، وفي محافظة المنوفية، تتمثل أبعاد المشكلة بيئيًّا وصحيًّاً، وبالتطبيق على مركز شبين الكوم؛ تبين أن عينات المياه غير المطابقة المنتجة من محطات الشرب، بلغت 69% من جملة العينات به، خصوصاً الكيميائي منها، بنسبة شكلت 38.5%؛ لذا كشفت الدراسة عن فقدان ثقة المستهلكين في المياه الحكومية من المحطات، بنسبة 77.4%، وتوجه قطاع كبير منهم، نحو استخدام بدائل لها(الفلاتر المنزلية/الأهلية)، والتي جاوزت 60% من عينة الدراسة.

وفي هذا الإطار، جاء البحث في سبعة مباحث رئيسة، قدم الأول تحليلاً لبنية شبكة مياه الشرب وإنتاجيتها، وعرض الثاني العوامل المؤثرة في مصادر مياه الشرب قبل معالجتها، في ضوء أدلة التلوث ومؤشراته، وصنَّف المبحث الثالث مستويات المطابقة لعينات محطات المياه بمحافظة المنوفية عامة وبمركز شبين الكوم بصفة خاصة، وأفردت المباحث الرابع والخامس والسادس لتقديم تقييم لجودة نوعية المياه بالمحطات الارتوازية والبحاري والبديلة لهما (الفلاتر المنزلية/الأهلية) وفق المعايير القياسية الصحية، واختتمت الدراسة بتناول التداعيات الصحية المتعلقة بمياه الشرب بالمركز.