لقد حاولت الكاتبة "سعدية العادلي" أن تقدم لنا رؤية فنية جديدة، حيث عملت على رصد بعض الأوبئة المنتشرة في المجتمع المصري من خلال عرضها لوباء كورونامثل : رصد آفات التعليم ومشاكله وقضاياه. ولقد استخدمت الباحثة المنهج الاجتماعي الفلسفي ؛ وذلك للخوض في أغوار النص، واكتشاف ومعرفة الأفكار الاجتماعية والفلسفية في النص المسرحي، ومن هنا كانت مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس وهو: هل استطاعت الكاتبة سعدية العادلي تقديم رؤى جديدة للوباء في مصر؟ فالدراسة تهدف إلى محاولة كشف اللثام عن الواقع الذي نعيشه، فالحقيقة العلمية المؤكدة حتى الآن أننا لم نتعرف على فيروس كورونا وكيفية مقاومة هذا الوباء، إذ إنه مازال مرضًا جديدًا وسوف يعكف العالم على دراسته لسنوات طويلة مثل أي وباء اجتاح البشرية من قبل. ومن هنا تَكْمُن أهمية هذه الدراسة لننطلق من جائحة كورونا وتأثيرها على المجتمع إلى أوبئة اجتماعية وأخلاقية لا تقل خطورة عن جائحة كورونا، وكذلك إلقاء الضوء على الفكر الفلسفي وخطورة العولمة، واستعراض مشاكل الشباب والظواهر الاجتماعية التي طرأت على الأسرة المصرية من خلال النص المسرحي "كورونا لينا".كماتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها:انطلاق الكاتبة من المفهوم الضيق للوباء وهو المفهوم الطبي الذي يهتم بالفيروسات وعدد الإصابات وإحصائيات عن المتعافين أو المتوفين إلى عالم أكثر رحابة وهو عالم الفكر الفلسفي والاجتماعي، إذ استغلت وباء كورونا كمرتكز ثم انطلقت لتدق نقوس الخطر حول سلبيات كثيرة منتشرة في المجتمع واصفة إياه بأنها أوبئة من نوع جديد.