شهدت السنوات الأخيرة تزايداً في الاهتمام بقضية نوعية المياه وجودتها؛ نظراً لتعدد مصادر تلوث المياه وعدم مطابقتها في كثير من الأحيان للمعايير والمواصفات الصحية وشيوع الأمراض المرتبطة بها؛ مما ترتب عليه عزوف بعض السكان عن استخدام مياه الشرب الشبكية استخداماً مباشراً واعتمادهم على مصادر بديلة. وتقوم الدراسة على تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية من خلال التحليل المكاني في تقييم خريطتي العناصر الطبيعية والكيميائية لمياه الآبار، واعداد خرائط مساحية لكل عنصر من عناصرها، وذلك من خلال مجموعة من البيانات المخزنة في نقاط، حيث تقوم باستخدامها للحصول على قيم غير معروفة. وتقدم هذه الدراسة تحليلاً مكانياً لنوعية مياه الشرب المياه الآبار بمركز بركة السبع، وتتألف من عشرة مباحث، يتناول المبحث الأول التحليل المكاني لمياه الشرب النقية بمراكز محافظة المنوفية - إطار مقارن، ويدرس المبحثان الثاني والثالث بنية الشبكة وإنتاج واستهلاك مياه الشرب بالمركز، ويقدم المبحث الرابع تحليلاً لمستويات جودة ومطابقة عينات مياه الشرب لآبار المركز، ثم يأتي المبحث الخامس بالتحليل المكاني لتقييم خريطة العناصر الطبيعية والكيميائية لمياه الآبار من خلال عناصريهما، أما المبحث السادس فيعرض المستويات جودة ومطابقة عينات مياه الشرب للشبكات، ويدرس المبحث السابع الحالة النوعية لمياه المحطات الأهلية، ويناقش المبحثان الثامن والتاسع العوامل المؤثرة في الحالة النوعية لمياه الشرب والتأثيرات الصحية الناتجة عن تلوثها، أما المبحث الأخير فيعرض سلوكيات السكان وتوجهاتهم بشأن مجابهة المشكلات المتعلقة بمياه الشرب وسبل تعزيز جودتها بالمركز. وخلصت الدراسة إلى انخفاض نسب المطابقة بعينات شبكات مياه الشرب وخصوصاً شبكات المحطات الجوفية؛ نظراً لتردي حالة المياه الخام بمآخذ المحطات واختلاط المياه الناتج عن القصور في خدمات الصرف الصحي. وبالرغم من الجهود الحثيثة لتنقية المياه عبر إنشاء المحطات الأهلية واستخدام وحدات التنقية المنزلية الفلاتر)، إلا أنها لا تزال غير آمنة ولا تخضع لرقابة صحية.