الحمد لله وكفى ، وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى   ثم أما بعد؛   فكما أن أساليب الدعوة إلى الله تعالى قد اشتملت على صور متعددة ومتنوعة في إطار الإثبات ، اشتملت كذلك على صور متعددة ومتنوعة في إطار النفي ، وتضمنت هذه الأساليب مضامين تتفاعل حول محور نفي الرؤى والتصورات والقناعات والمعتقدات ومنظومات القيم الفاسدة في الدعوات والحركات والثقافات المغايرة للإسلام، أو تلك التي تنزع في الوسط الإسلامي منازع الغلو والشطط متأثرة بآراء منحرفة أو فلسفات عقلية مجردة أو   ممزوجة بقضايا دينية   وتأتي أهمية معرفة هذه الأساليب الدعوية من حيث إنها توفر بدائل متعددة ومتنوعة في التفنيد والنقض ، ودحض الحجج الواهية ، والمزاعم المطلة ، ومن حيث إنها قد وردت في القرآن الكريم والسنة الشريفة بهذا التنوع والتعدد ، وفي معرفتها وتطبيقها إثراء لملكات النقد لدى الداعي ، وإزكاء قيم النفي في الممارسات الدعوية بما ينفي عن قضايا الدعوة الغلو والشطط ، فضلا عن أنها أساليب تسترعي اهتمام المدعو ، وتخاطب فيه   طاقاته الإدراكية وأنها مؤثرة في مداركه وقناعاته .   ومن هذه الأساليب ما يلي :   المطلب الأول : النفي والنهي ..   المطلب الثاني : النقض والإبرام .   -المطلب الثالث : بيان فساد العلل والنزوعات المنحرفة .   المطلب الرابع : الحصر والقصر .