عمر لدرسات اللغوية الاجتماعية إلى أن الازدواجية اللغوية بين الفصحى والعامية في اللغة العربية ظاهرة لغوية توجد في العديد من المجتمعات اللغوية الإنسانية، حيث تستعمل هذه المجتمعات مستويين أو نمطين لغويين جنباً إلى جنب، أحدهما للاستعمال الرسمي والآخر ‏Fasold 1995; Ferguson 1959, 1996; Haeri 2000; Hudson ( لتحية ليومية ‏2001 Kaye 1992) . ووجود مستويين للاستعمال اللغوي في اللغة العربية لا يستدعي الضرورة وجود تعارض أو صراع بينهما كما يرى البعض، فكل من مستويي الفصحى والعامية له مقامه ووظيفته ومجالات استعماله، مما يشكل وضعاً لغوياً متوازناً يخدم الأغراض المتعددة للتواصل بين أفراد المجتمع اللغوي الواحد.   وعلى الرغم من أن لكل من هذين المستويين اللغويين مقامه واستعمالاته، إلا أن الخط لفاصل بينهما ليس حاسماً. ومما يؤكد أهمية كل مستوى منهما في التعبير عن أغراض وأبعاد اجتماعية ولغوية خاصة ترتبط به ولا تُؤدى إلا من خلاله وجود العديد من الاستخدامات الكلامية والكتابية التي يتداخل فيها المستويان. ففي هذه الاستخدامات يستشعر المتكلم أو الكاتب أثناء تعبيره عن فكرة معينة حاجة إلى استعمال مستوى لغوي مغاير ليتمكن من إيصال رسالة محددة إلى السامع أو القارئ، حيث أن هناك معاني اجتماعية وثقافية معينة تستدعي استخدام مستوى لغوي بعينه للتعبير عنها والإلمام بأبعادها.