فهذا بحث يدور حول مسألة مهمة من مسائل الاعتقاد التي أثيرت في بدايات ظهور الفرق الكلامية ، وهي مسألة رؤية الله تعالى في الآخرة ، وقد اقتصرت في بحثي على فرقتين فقط هما الماتريدية والمعتزلة .   وذلك يرجع لعدة أسباب :   أولها : تأصيل مذهب المعتزلة في هذه المسألة خاصة بعد انتشار العديد من كتبهم الخاصة أو كتب المتابعين لهم من الزيدية وغيرهم في الساحة الإسلامية . ثانيها : بيان مذهب الماتريدية في مسألة الرؤية وأدلتهم ، وموقفهم من أدلة المعتزلة .   ثالثها : محاولة الكشف عما ردده بعض المحدثين من تأثر الماتريدية بالمعتزلة في بعض المسائل وخاصة في مسألة الرؤية .   ولقد اتخذت منهج التحليل للمسائل وبيان موقف الفريقين ثم بيان موقف الماتريدية من مذهب المعتزلة وأدلتهم .   ولقد اتخذت من كتب المعتزلة المنسوبة لهم مصدرا للحديث عن عقيدتهم في هذا المسألة ، وفي بعض الأحيان أستعين بكتب متابعيهم من الشيعة والزيدية ، بحيث يكون كلام المعتزلة منسوبا لمصادرهم لا لمخالفيهم .   وقدمت الماتريدية في الحديث مع تأخرهم لكونهم قد اشتهر عنهم الإثبات ، والإثبات مقدم على النفي ، ولبيان موقفهم من المعتزلة في هذه المسألة ومن أدلتهم .