ظهر علم تحقيق النصوص التراثية في المجال المعرفي العربي المعاصر بتأثير مباشر من الرافدين الكبيرين المتمثلين في: أولا: التقاليد الاستشراقية التي شيدت صرح قواعد إصدار النشرات النقدية لنصوص التراثل أوروبي القديم. ثانيا : التقاليد التراثية العربية التي انبلج نور قواعده في أحضان علم الحديث النبوي الشريف. ومنذ ذلك الظهور ومحاولات الإضافة إليه متجددة، حتى تحقق لقواعد هذا العلم قدرا واضحا من الاستقرار. وباتت الحاجة ماسة إلى تجديد عدد من مباحثه، طموحا إلى إحياته الجديد. والاعتقاد الصحي يميل إلى أن أية محاولات في سبيل إنجاز هذا الإحياء الجديد يلزمه أمر لم يتحقق إلى الآن على الرغم من الإضافات الجوهرية التي نهض بها كثير من أبناء جيل الرواد المؤسسين لنظرية تحقيق النصوص التراثية في الثقافة العربية المعاصرة، والأجيال التي تلت هذا الجيل المؤسس. وهذا الذي تقرر لزومه لعملية الإحياء الجديد لعلم تحقيق النصوص التراثية ماثل في ضرورة العمل على إخراج معجم جامع المصطلحيته وهي ضرورة معرفية ومهنية، وحضارية بكل تأكيد.