تمثل إدارة المخلفات البلدیة الصلبة أو القمامة إحدى المشكلات البیئیة التي تواجه العدید من المجتمعات، ویؤدي القصور في أنظمتها إلى تفاقمها وزیادة تراكماتها، وهو ما یتطلب فهمها عبر تحلیل قدرات هذه الأنظمة، والتعرف على الأُطر المكانیة والخصائص التركیبیة لهذه المخلفات، ً فضلا عن العادات والسلوكیات العفویة التي ینتج عنها العدید من مظاهر التدهور البیئي. وتعد قضیة إدارة مخلفات القمامة من أخطر القضایا التي تواجه الإدارة البیئیة في مصر؛ ً نظرا لضخامة حجم هذه المخلفات وتزایدها من عام لآخر، وقصور إمكانات الأجهزة القائمة على إدارتها عن استیعابها استیعابا كاملا ً ً؛ بما ینجم عن ذلك من مشكلات بیئیة وصحیة، في الوقت ً الذي تمثل فیه هذه المخلفات موردا، یمكن أن یحقق استغلاله العدید من العوائد الاقتصادیة. وفي هذا الإطار یأتي هذا البحث لیقدم ً تقییما لمنظومة إدارة مخلفات القمامة الحالیة بمحافظة المنوفیة، ویتناول بالدراسة والتحلیل أوجه القصور بها وسبل تحسینها ٕوادارتها بشكل متكامل ومستدام. ویتألف البحث من ســــبعة مباحث، یناقش المبحث الأول الأبعاد المكانیة لحجم المخلفات البلدیة الصلبة بالمحافظات المصریة، ویتناول المبحثین الثاني والثـالث معــــــدلات تــولد مخــــلفات القمامة وخصائص تركیبها النوعي ومردودها الاقتصادي الافتراضي، ویختص المبحث الرابع بدراسة تقییم الأثــــر البیــــئي والحالة التشـــــغیلیة لمكبات المخـــــلفات الصلبة العمومیة بالمحافظة، ویستعرض المبحث الخامس التحــدیات الراهـنة وأوجــه القصــــور فـــي منظومة الإدارة الحالیة، ویقدم المبحثین السادس والسابع رؤیة بالا ً ً حتیاجات اللازمة وترسیما جدیدا لمواقع المكبات كمحطات وسیطة، بالإضافة إلى عرض للتوجهـــــات الحــــــدیثة في إدارة مخــــــلفات القمامة وعـــــدد من النــــماذج والتجارب الناجحة على الصعیدین الدولي والمحلي.