يُعد القمع السياسي من أهم القضايا السياسية في الرواية التركية ـ وقد شكلت هذه القضية محورا رئيسا في كثير من الأعمال الروائية خاصة في حقبة السبعينيات من القرن العشرين. ومن أبرز الروائيين الذين تصدوا لهذه الظاهرة الكاتب التركي »أردل أوز« خاصة في روايته الأشهر »أنت جريح«  التي تُعد نموذجا لرواية القمع التركية ، وقد كتبها تعبيرا وتوثيقا لتجربته السجنية التي عاشها في الحقبة التي تلت انقلاب 12 مارس 1971 والتي تمتد إلى فبراير 1974، واستطاع أن يقدم من خلالها رؤية واقعية وصادقة لكافة أشكال القمع التي تعرّض لها المعتقلون السياسيون وسجناء الرأي والضمير في تلك الحقبة السياسية الحرجة من تاريخ تركيا، لاسيما وأنه كان من بين الأدباء والمثقفين الذين اعتقلوا وتعرضوا لشتّى أشكال التعذيب والتنكيل في سياق حملة الاعتقالات التي شنتها سلطات الانقلاب ضد المنتمين للتيار اليساري في تركيا . وقد اقتضت هذه الدراسة الاعتماد على المنهج الواقعي أو المنهج الاجتماعي إضافًة إلى المنهج التاريخي. وقد أكّدت الدراسة على وعي »أردل أوز«  بدوره كروائي ومثقف يتوجب عليه إزعاج السلطة وفضح استبدادها وفسادها ، واتخاذ الفن الروائي أداة لبث الوعي بين قرّائه بالواقع السياسي المعيش ، ثم الانطلاق من هذا الوعي إلى المناداة بالحرية والتطلع إلى مستقبل أفضل تسوده الحرية والعدالة .