سعت هذه الدراسة إلى توضيح الزحف العمراني بين عامي (1969 – 2024) الذي طرأ على المدينة المنورة، التي تنبع أهميتها من كونها مدينة مقدسة؛ لوجود الحرم النبوي الشريف وقبر الرسول ﷺ. ولكونها مقصدًا للمسلمين من شتى أنحاء العالم، فتزداد مساحتها العمرانية بزيادة سكانها؛ لفضل السكن والبركة فيها، واستهدفت تقدير حجم الزحف العمراني ونسبه، وكذلك اتجاهات الزحف العمراني في المدينة خلال الفترة الممتدة بين هذين التاريخيين عبر استخدام البرمجيات ذات البعد المكاني. فقد اُستُعينَ بتقنيات نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد ممثلة في برنامجي (ArcGIS) و (Erdas Imagine) لقدرتهما العالية في إخراج الخرائط بدقة، وبموقع (Earth engine). وعبر موقع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية (SGS) وهيئة المساحة الجيولوجية العالمية (USGS). ولقد تبين من خلال النتائج المستخلصة حجم الزحف العمراني في المدينة المنورة خلال فترة الدراسة عام 2024م بمقدار (495.6كم٢)، وتباينت اتجاهات النمو العمراني على الأودية الواقعة في داخل النسيج العمراني للمدينة. وتم ابراز بعض الأمثلة للأودية قديمًا وحديثًا، والمخاطر الطبيعية التي قد تنتج مستقبلًا للمساكن الواقعة بالقرب من الأودية. وأوصت الدراسة ببعض التوصيات من أبرزها: ضرورة اعتماد دراسات الزحف العمراني على حساب الأودية الداخلية في المدينة المنورة لتصبح دورية، وربطها بالخطط الخمسية المستقبلية للدولة، وإضافة الأودية بصفة أساسية على أن تكون مثل هذه الدراسات منطلقًا لدراسات تتناول موضوع التنبؤ للتغير العمراني بوجود الأودية في ضوء التقنيات آنفة الذكر. الكلمات المفتاحية: الزحف العمراني، نظام الأودية، المخاطر، الاستشعار عن بعد، نظم المعلومات الجغرافية، المدينة المنورة.