تتطور تقنيات نظم المعلومات الجغرافية  (GIS) بشكل سريع في شتى المجالات، وأصبح التوجه إلى استخدامها أمر ضروري كونها تلبي الاحتياجات المختلفة، اما لتسهيل سير العمل، أو لتحليل البيانات المكانية، أو لمساعدة متخذي القرار لفهم أعمق للبيانات؛ لاعتمادها على الخرائط التفاعلية والأدوات المساعدة لذلك، فهذه الدراسة تتمحور حول تسخير هذه التقنيات في احدى مواضيع إدارة الأزمات والكوارث وهي الاستجابة لبلاغات التلوث البيئي البحري، حيث هدفت إلى تصميم نظام لعمليات الاستجابة للبلاغات وإدارتها، لللربط ما بين الفرق الميدانية وغرفة العمليات، بدءً بتقديم البلاغ وحتى الانتهاء منه واقفاله اعتمادًا على الخرائط التفاعلية المتضمنة في التطبيقات الميدانية والتطبيقات المكتبية، إذ تم اتباع المنهج الوصفي والمنهج التطبيقي لتجربة بناء نظام يتعامل مع إدارة عمليات الاستجابة، وتم استخدام تطبيق Survey123, Field Maps,  للعمليات الميدانية وDashboard, Web Appbuilder, Experience Builder للتطبيقات المكتبية في غرفة العمليات والتي تندرج تحت منصة ArcGIS Online، فقد تم تصميم نماذج الكترونية لتقديم البلاغ، ونماذج المسوحات الميدانية (بحري، بري وجوي)، ونموذج المعدات والتقرير اليومي لعملية الاستجابة، ليتم استخدامها وعرض نتائج هذه النماذج بشكل لحظي (Real time) حسب مواقعها في لوحة معلومات تستعرضها بخرائط تفاعلية وأدوات تساعد على إدارة البيانات، لتنشئ بذلك نظام لإدارة الاستجابة لبلاغات التلوث البيئي البحري. توصلت الدراسة إلى إمكانية استخدام تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية في عمليات الاستجابة بالإضافة إلى سهولة الاستخدام وربط البيانات بالخرائط وإمكانية عرضها وإدارتها وتحليلها لتدعم بذلك اتخاذ القرار. أوصت الدراسة باستخدام أنظمة وتطبيقات نظم المعلومات الجغرافية في الاستجابة لبلاغات التلوث البيئي البحري، وفي إدارة الأزمات والكوارث، والاستفادة من الخرائط التفاعلية لعرض البيانات المكانية عليها إدارتها، وإنشاء قاعدة بيانات جيومكانية مؤسسية تشمل جميع البيانات التي يتم رصدها من عمليات الاستجابة، وتطوير النظام ليشمل إمكانيات وأدوات جديدة يمكن الاستفادة منها.