تناولت الدراسة التباينات المحلية في مستويات النمو بالمنطقة الشرقية، شملت هذه العناصر: السكان، الاقتصاد، الصناعة، التعدين، النفط، التعليم، الصحة، النقل. بهدف معرفة مدى تأثر السكان بهذه العناصر وتبايناتها على المنطقة الشرقية. أدى الوجود الصحراوي لتواجد أكبر في الساحل من الداخل، بحكم الموقع البحري (التجارة)، إلى جانب وجود موارد النفط والغاز. فضلاً عن ظهور التجمعات الصناعية هنالك، وعلى رأسها الجبيل والدمام ثم بعض المواقع الصناعية النفطية. كما ترتب على وجود البترول قيام صناعات بتروكيماوية من منتجات مصافي البترول ومعامل الغاز، أدى ذلك إلى ظهور مدن متخصصة في هذا المجال مثل (الجبيل الصناعية) مع وجود لهذه الصناعات في بعض المدن الأخرى. حيث بلغ إجمالي المصانع 2048 مصنعاً. وتنوعت أنشطة هذه المصانع بين: الصناعات الكيماوية الأساسية، والصناعات الكيماوية غير الأساسية. هذا مع ملاحظة أن محافظة الأحساء تحتوي 92% من مجموع سكان المنطقة، وعليه نجدها تحظى، مع محافظة الدمام، بوجود 48% من سكان المنطقة الشرقية ككل. وما يبين أهمية هذه الموانئ أن ميناء الدمام حافظ على ترتيبه العالمي رقم 93، ولم يتأثر بحائحة (كرونا 2019) من ناحية انخفاض الاقتصاد المعتمد عليه، واستمر في الأداء التجاري العالمي بمستوى يليق بمكانة المملكة العربية السعودية ومقدراتها الاقتصادية والصناعية. ويتضح من خلال الدراسة أن الدمام، والاحساء، الجبيل، القطيف، والخبر قد استحوذت على النصيب الأكبر في جميع العناصر البشرية؛ وذلك للثقل الاقتصادي والسكاني في هذه المحافظات. ومن ثَم فهذه الموانئ تتعدى أهميتها المنطقة الشرقية لعموم المملكة بحكم موقعها في مجال إنتاج أهم موردين اقتصاديين بالمملكة، النفط، والغاز الطبيعي. كما تعد مدينة الدمام أحد ثلاثة مدن تبرز في مجال الصناعات الاستهلاكية في المملكة. من نتائج الدراسة أن طبيعة الهيكل الاقتصادي للمنطقة الشرقية أثر في جذب السكان، حيث يتسم بأنه اقتصاد حضري ذو سمه وظيفية بالدرجة الأولى. فالإحساء والدمام والقطيف والخبر وحفر الباطن والجبيل تمثل مراكز حضرية متخصصة بشكل رئيس في وظائف اقتصادية ذات مردودات مالية جيدة. وبالتالي فهناك فرص لمزيد من النمو الاقتصادي للمحافظة. إن واقع النمط السكاني في المنطقة هو انعكاس لنمط أشمل خاص بالخريطة السكانية الوطنية للمملكة العربية السعودية. بدى أثر التاريخ الاقتصادي للمحافظات الكبيرة في منطقة الدراسة على تبلور مكانة المحافظات الستة على مستوى المنطقة. من جهة أخرى كان لمدن المنطقة الشرقية السبق في ظهور النفط في أراضيها مما زاد في تنامي ثم ديمومة النمو في تلك المدن والمحافظات، ومن الدلالة على ذلك تسمية عدد كبير من هذه المدن بُمدن النفط.