أصبح موضوع مخاطر الفيضانات في ظل التغايرية المناخية ((Climate variability التي شهدها ويشهدها المغرب، يكتسي أهمية بالغة أكثر من أي وقت مضى في الدراسات المجالية للمراكز الحضرية وشبه الحضرية، التي تخترقها الأودية والشعاب بالمغرب، والتي تترتب عنها غالبا خسائر كارثية على المستوى المادي والبشري والبيئي. تحدث هذه الفيضانات غالبا نتيجة للتغايرية المناخية وإستجابة لتساقطات مطرية قوية ومركزة في الزمان والمكان، مع ضعف البنية التحتية، حيث تشكل تحديا كبيرا للسكان، وتعقد عمليات التدبير والتهيئة.     وفي المغرب وبالضبط بمدينة قصبة تادلة، يخترق واد أم الربيع المجال الحضري للمدينة ويقسمها إلى قسمين، حيث نجد أن أغلب الأحياء الموجودة على ضفاف المجرى، تؤثر على جودة الماء من خلال التصريف المباشر للمياه العادمة، عبر شبكة من قنوات الصرف المرتبطة بالمجرى.    وخلال فترة الوفرة في الموارد المائية، نجد أن صبيب واد أم الربيع لا يؤدي فقط إلى ظهور ظاهرتي الإمتطاحات الفيضية والفيضانات المباشرة، بل يؤدي إلى نشاط نوع أخر من الفيضانات الحضرية المرتبطة أيضا بالأودية، وهي الفيضانات غير المرئية التي تحدث بشكل غير مباشر. بمعنى لا تنتج عن الخروج المباشر والمرئي للماء من المجرى، عند وصوله إلى مستويات عليا من خلال الإمتطاحات الفيضية، بل تحدث بشكل غير مرئي ناتج عن إرتفاع وقوة منسوب مياه الواد، التي تعمل على منع خروج المياه العادمة، ومياه الأمطار عبر شبكات التصريف، وبالتالي  تراكم المياه ورجوعها إلى السطح، حيث تؤدي إلى غمر المنازل خاصة التي تتوفر على طوابق تحت أرضية ( الأقبية).     لهذا سنحاول من خلال هذه الدراسة، الوقوف على أهمية هذه الظواهر  الهيدرولوجية الحضرية، التي  تحدث نتيجة التدخل البشري المباشر بالمجرى عن طريق قنوات التصريف. وذلك بهدف فهم خصائصها وميكانيزمات إشتغالها وتشخيص وكرطوغرافية إمتدادها المجالي، وتحديد درجة تأثيرها على المجال الحضري لمدينة قصبة تادلة.