في الوقت الذي لم يتعاف فيه العالم بعد من التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لـ COVID-19، فإن الحرب بين روسيا وأوكرانيا تشكل تهديدًا رئيسيًا آخر يسبب أزمة إنسانية وصدمة اقتصادية. فهي تتسبب في معاناة هائلة ومستقبل قاتم لجدول أعمال العام 2030، لما لها من أثار سياسية واقتصادية سلبية على المستوى الدولي وعلى السياسات العالمية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، لا سيما بالنسبة لهدف تحقيق الأمن الغذائي العالمي. إذا تفاقمت الحرب، فستتفاقم أزمة الغذاء، مما يشكل تحديًا للعديد من البلدان التي تعتمد على الواردات الغذائية، مثل تلك البلدان الموجودة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الأمر الذي يتطلب تبني إصلاحات وسياسات عاجلة وطويلة الأجل، لتعزيز التحول نحو أنظمة غذائية صحية وعادلة ومستدامة بيئيًا. هذا، ومع ملاحظة ندرة الكتابات التي تناولت أثر هذه الحرب على أجندة الأمم المتحدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة -حتى وقت كتابة هذه الدراسة- فإن هذه الدراسة تبحث في تساؤل رئيسي يدور حول ماهية تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على أجندة الأمم المتحدة الخاصة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، خاصةً تلك المتعلقة بعدد من الأهداف المتمثلة في: الفقر والجوع، الصحة والتعليم، المساواة بين الجنسين، العمل اللائق والنمو الاقتصادي والطاقة، وحماية حقوق الأطفال والنساء. كما تهتم بتحليل تداعيات هذه الحرب على السياسات العالمية في تقدم أهداف التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم، خاصةً تلك المرتبطة بتحقيق الأهداف السابق ذكرها. علاوة على ذلك، فإن الدراسة تهتم بالبحث في الآليات التي تمكن لأصحاب المصلحة من المساعدة في الانخراط في عملية دعم أهداف التنمية المستدامة في مثل هذا الوقت.