تُركِّز الدراسة بالتحديد على العلاقة بين الأدب المسرحي والسياسة، وليس العلاقة بين المسرح والسياسة؛ فتستهدف التعرُّف على القضايا والرسائل السياسية في "النصوص المسرحية" المُوجَهة للقارئ، لأنها تُمثِّل خُطوة أولية للعرض المسرحي المُوجَّه للمُتَفرِّج. كما تحاول الدراسة رصد وتحليل علاقة الأدب المسرحي بالسياسة؛ من خلال إلقاء الضوء على مسرحيتين من أهم الأعمال المسرحية التي كُتِبت في مصر خلال فترة الستينيات من القرن العشرين، وأثارت وطرحت عدة قضايا تتعلق بالحاكم والمحكومين، وهما مسرحيتا (السلطان الحائر) لتوفيق الحكيم، و(الفرافير) ليوسف إدريس، حيث تمت قراءة النص المسرحي والوقوف على ما هو (سياسي) فيه، وتحليل مُحتواه، والوقوف على الوضع  السياسي السائد في عصر الكاتب؛ فمعرفة السياق السياسي والاجتماعي الذي يعكس الواقع والتحولات السياسية والاجتماعية في فترة ما، يُحدد قُدرة هذه النصوص على مناقشة القضايا السياسية التي مرَّ بها المجتمع المصري في ذلك الوقت. كما تم تحديد الرسائل السياسية وما تم طرحه من مفاهيم سياسية، والتي حاول أن يبلورها الكاتب من خلال النص المسرحي. وأوضحت الدراسة في هذ السياق أن هناك علاقة تفاعل بين الأدب والسياسة؛ فالأدب المسرحي يؤثر على المجتمع ويتأثر به، فمن خلال النص المسرحي يُمكِن طرح عده قضايا سياسية سواء كانت تحدُث في الواقع بالفعل أو يجب ألا تحدث أو لابُد أن يُمنَع حدوثها بوسيلة أو بأخرى، أو مُتوقَّع حدوثها في المستقبل سلباً. وعلى الجانب الآخر يؤثر الأدب المسرحي فيما يتعلق بالسياسة على التغيير السياسي والاجتماعي في المجتمع من خلال إبراز إشكاليات القضايا السياسية المطروحة في عصر حاكم معين، فضلاً عن تشكيل الوعي السياسي لدى الجمهور. وقد تم تحليل العناصر التي تتضمن اسقاطات ودلائل سياسية في المسرحيتين، من خلال تسليط الضوء على كلٍ من القضايا التي ترتبط بالحاكم والمحكومين، والأشخاص والأحداث التي تعكس تلك القضايا.