تسعى الدراسة إلى تحليل أهمية القوة الذكية في السياسة الخارجية للدول الصغيرة بالتطبيق على استراتيجية القوة الذكية التي اتبعتها الإمارات بعد 2011. طالما اتبعت الدول الصغيرة بما في ذلك الإمارات استراتيجية قائمة إلى حد كبير على القوة الناعمة لحماية بقائها في المقام الأول. ومع ذلك، لا تقدم القوة الناعمة حماية أو ضمانة كافية لبقاء الدول الصغيرة من تهديدات الدول الأقوى. علاوة على ذلك، فرضت متغيرات النظام الدولي بعد الحرب الباردة عدة تحديات جديدة على الدول الصغيرة كالإرهاب الدولي أصبحت بمثابة تهديد وجودي للدول الصغيرة، لا يجدي التصدي لها عبر الاعتماد على القوة الناعمة فقط. ومن هذا المنطلق، تأتى أهمية أن تتبع الدول الصغيرة استراتيجية قوة ذكية توفر لها المزيد من ضمانات البقاء والحماية. واجهت الإمارات بعد الربيع العربي تحديات أمنية خطيرة غير مسبوقة، كان أشدها خطورة صعود الإسلام السياسي متمثلاً في جماعة الإخوان المسلمين، وتزايد التهديد الإيراني. وعلى إثر ذلك، قامت الإمارات بتبني استراتيجية تقوم على القوة الذكية لمواجهة هذه التحديات. وتؤكد الدراسة أن الإمارات كدولة صغيرة قد نجحت عبر القوة الذكية بشكل كبير في التخفيف من وطأة الخطر الإيراني، وتقويض نفوذ الإسلام السياسي بدرجة كبيرة جداً. ومن ثم، تمثل الإمارات أحد أبرز الحالات التي تبين أهمية القوة الذكية للدول الصغيرة في توفير أكبر قدر من الضمانات لحماية بقائها وتعزيز مصالحها ونفوذها.