Subjects
-Tags
-Abstract
تعتبر التغيرات المناخية من القضايا ذات الأولوية على الأجندة الدولية في الآونة الأخيرة، حيث تحظى باهتمام كبير سواء من جانب الدول أو من جانب الباحثين ليس فقط في العلوم السياسية وإنما في مختلف الميادين المعرفية. وبالرغم من أن التغيرات المناخية ليست بالظاهرة الجديدة من حيث النشأة، إلا أن ما باتت تفرزه من نتائج وآثار سياسية واقتصادية واجتماعية جعلها تفرض نفسها بقوة خلال الخمس سنوات الماضية. وتعددت الأدبيات التي تربط بين التغير المناخي والصراع، لا سيما على الساحة الأفريقية، ذلك أن التغيرات المناخية -من جفاف وتصحر وفيضانات وارتفاع حاد في درجات الحرارة-وما نتج عنها من آثار كارثية تهدد حياة الأفراد والجماعات في أفريقيا شكلت بيئة مواتية وعنصر محفز أدى إلى تفجر العديد من الصراعات من جهة، كما زاد من حدة صراعات قائمة بالفعل من جهة أخرى، الأمر الذي جعل من إمكانية تسوية تلك الصراعات بمعزل عن سياسات الاستجابة إلى التغيرات المناخية أمراً من الصعوبة بمكان.
وتعتبر حالة الصومال من الحالات الجديرة بالدراسة في هذا المقام، ذلك أنها تواجه موجة غير مسبوقة من الجفاف هي الأسوأ في تاريخ الصومال، حيث تعيش الصومال في خضم موسم الأمطار الفاشل الخامس على التوالي، الأمر الذي أسفر عن آثار كارثية، فمن بين 16 مليون مواطن يمثلون إجمالي تعداد سكان الصومال، يواجه نحو 8 مليون مواطن أزمة كارثية من انعدام الأمن الغذائي للحد الذي وصل إلى المجاعة في بعض الأقاليم، وفي الوقت نفسه فقد سجل الربع الثالث من عام 2022 أعلى مستويات الوفيات المرتبطة بالصراع في خمس سنوات. وفي ظل هذه الظروف، صعدت حركة شباب المجاهدين هجماتها في الوسط والجنوب، وهي المناطق الأكثر تأثرا بالجفاف، والتي تسيطر عليها حركة الشباب بالفعل. وفي ظل عدم استطاعة منظمات الإغاثة الوصول إلى الأقاليم المتضررة، اضطر 3 مليون مواطن إلى النزوح داخليا، في حين عبر نحو 20 ألف مواطن صومالي الحدود كلاجئين في كينيا.
وفي هذا الإطار، عنيت هذه الورقة بدراسة وتحليل ظاهرة التغير المناخي وعلاقتها بالصراع في الصومال، وذلك بغية الإجابة عن تساؤل: إلى أي مدى أثرت التغيرات المناخية على الصراع في الصومال؟ وتحقيقا لهذا الهدف، تبنت الدراسة اقتراب دراسة الحالة كما انقسمت إلى أربعة أقسام رئيسية بدأت بمدخل نظري عن العلاقة بين التغير المناخي والصراع، ثم تناولت ظاهرة التغير المناخي في القرن الأفريقي، ثم ركزت في القسم الثالث على أثر التغير المناخي على الصراع في الصومال، وتناول القسم الرابع سياسات الاستجابة وفرص احتواء الصراع في الصومال. واختتمت الدراسة بعرض أبرز النتائج، حيث استنتجت الدراسة أن تغير المناخ يعتبر محفزاً رئيسيًا للصراع في الصومال، حيث أدى الجفاف وما أسفر عنه من صراع على الموارد الشحيحة إلى تفاقم الانقسامات العشائرية، كما مثلت عمليات الإخلاء القسري الناتجة عن الجفاف سببًا ومضاعفًا لأزمة النزوح الداخلي في الصومال، الأمر الذي أسفر عن المزيد من الصراعات والاضطرابات في مختلف أنحاء الدولة.
DOI
10.21608/esalexu.2024.333623
Keywords
التغير المناخي, الجفاف, الصومال, الصراع, القرن الأفريقي, الشباب المجاهدين
Authors
MiddleName
-Affiliation
كلية الدراسات الأفريقية العليا، جامعة القاهرة
Email
shaimaa.moheyeldin@cu.edu.eg
City
-Orcid
-Link
https://esalexu.journals.ekb.eg/article_333623.html
Detail API
https://esalexu.journals.ekb.eg/service?article_code=333623
Publication Title
المجلة العلمية لکلية الدراسات الإقتصادية و العلوم السياسية
Publication Link
https://esalexu.journals.ekb.eg/
MainTitle
تغير المناخ والصراع في القرن الأفريقي: دراسة حالة الصومال