تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على مفهوم "دبلوماسية الهجرة، وقضية الهجرة في العلاقات الدولية لا سيما أنها لم تكن تلاقي اهتماما أكاديميّا كبيرا في العلاقات الدَّولية. وكان ينصبّ الاهتمام على الآثار الداخلية لها بشكل أكبر. وقد جاء مفهوم دبلوماسية الهجرة لسد الفجوة بين الواقع، والممارسة، والتعرف على الآلية التي تُوظف فيها الدولة قضية الهجرة في تحقيق مصالحها القومية في إطار علاقاتها بالدول الأخرى.
كما تسعى الدراسة إلى التركيز على نمَط، واتجاه يُعد أيضًا حديثا نِسْبِيًّا في دراسات الهجرة وهو دراسة الهجرة بين دول الجنوب العالميّ. وليس من الجنوب إلى الشمال كما هو شائع في معظم الدراسات المهتمة بالهجرة، ونظرًا لحداثة المفهوم محل الدراسة، وكذلك المنطقة التي تُركز الدراسة عليها، لذا كان لا بد من دراسة أهم المُحدِّدات المؤثرة على دبلوماسية الهجرة وكذلك أنماطها والاستراتيجيات التي تَعتمد عليها لتحقيق الهدف منها كأداة في العلاقات الدولية بشكل عام، وبين دول الجنوب العالميّ بشكل خاص.
وقد تم اختيار حالة جنوب إفريقيا وزيمبابوي لدراسة دور الدبلوماسية في قضية الهجرة بينهما، أولًا لكونهما دولتين من دول الجنوب العالميّ، وثانيًا لأن هناك تحول في نمط دبلوماسية الهجرة المستخدم في معالجة قضية الهجرة في فترتين زمنيتين مختلفتين نتيجة لمجموعة من المُحدِّدات التي تمت الإشارة إليها خلال الدراسة.