هدفت الدِّراسة للتعرُّف على الدور الاستراتيجيِّ الذي لعبه الاستيطانُ واستطاعت إسرائيل من خلاله خلقَ تغيُّراتٍ على أرض الواقع حالت دون التطبيق الفعليِّ على الأرض لمشروع حلِّ الدولتين، حيث إنَّ إسرائيل وظَّفت الاستيطان لسلب كلِّ المُكوِّنات والسِّمات الأساسيَّة التي يجب أنْ تتوافرَ في الدولة الفلسطينيَّة، وذلك عن طريق الزحف المدروس والمُمنهج على أراضي حدود عام 1967 آخذةً الحجج الأمنيَّة والعسكريَّة الذريعة الأولى للتوسُّع والسيطرة على الأرض. لقد أثَّر الاستيطان على التواصُل الجغرافيِّ لوحدة الأراضي الفلسطينيَّة في الضفة الغربيَّة من خلال تخلُّل الكتل والبُؤَر الاستيطانيَّة للتجمُّعات السكنيَّة، وربط هذه البُؤر والكُتل الاستيطانيَّة في شبكة مُواصلاتٍ لربطها مع بعضها البعض، وذلك على حساب الأراضي الفلسطينيَّة والموارد الطبيعيَّة الموجودة بها، الأمرُ الذي يؤثِّر سلبًا على التعداد الديمغرافيِّ للمُستوطنين في الضفة الغربيَّة الآخذ بالازدياد إلى جانب عدد المُستوطنات، الأمر الذي ينزع حقَّ السِّيادة للفلسطينيِّين على أراضيهم. وقد توصَّلت الدِّراسة للعديد من التوصيات، أبرزها: تفعيلُ دور الإعلام الدوليِّ والعربيِّ والفلسطينيِّ في فضح مُمارسات الكيان الإسرائيليِّ عبر التركيز على الأحداث المُتعلِّقة بالاستيطان مَهْمَا صَغُر شأنها؛ وذلك من أجل جعلها قضيَّةَ رأي عامٍّ، وتبيان مدى خطورة الاستيطان على إقامة الدولة الفلسطينيَّة، مُضاعفة تعزيز صمود الفلسطينيِّين المقدسيِّين؛ وذلك بتقديم الدعم الماديِّ والماليِّ لهم من خلال تفعيل صندوق القدس وإنشاء المشاريع الاستثماريَّة للمُستثمرين الفلسطينيِّين والعرب في مدينة القدس وما حولها أيضًا حتى تتوقَّفَ إسرائيلُ عن إكمال مُخطَّط تهويد مدينة القدس.