يقدم الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو على أنه الأب المؤسس لمفهوم السياسة الحيوية، على الرغم من أن المفهوم سابق على أطروحاته. ويرجع ذلك إلى أهمية تناول فوكو للمفهوم وتوظيفه، والتي جعلت العديد من العلماء يبنون على إسهاماته الأولي الهامة في مختلف العلوم الاجتماعية والطبيعية.

وقد شهد مصطلح السياسة الحيوية اهتماما كبيراً من باحثي العلوم السياسية في السنوات الأخيرة لاسيما دارسي الاقتصاد السياسي، ويرجع ذلك بشكل كبير للشروحات المختلفة للمصطلح التي قدمها عدد من المفكرين مع بدايات القرن الواحد والعشرين وبشكل خاص هارت ونيجري، والتي جاءت لربط السياسة الحيوية بالنيوليبرالية بشكل وثيق، ومن ثم الحديث عن "الحكمانية" كنظام للحكم يهتم بإدارة حياة السكان وذواتهم، وهو طرح فوكو الذي كان يكتنفه بعض الغموض.
وقد ندرت الدراسات التي تتناول المفهوم وجوانبه النظرية في سياق دول الجنوب، على الرغم من معانة عديد منها من السياسات النيوليبرالية، ولا تعد مصر تحت حكم الرئيس الأسبق مبارك استثناءاً فيما يتعلق بالدول التي تنتهج الحكمانية للتوافق مع سياسات نيوليبرالية تسعي لتنفيذها وهو ما تسعي الدراسة إلى تناوله.