تركز هذه الدراسة على تحليل طبيعة ومسار العلاقات الروسية – التركية في الفترة ما بين نهاية الحرب الباردة إلى تاريخ التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، وتتناول الدراسة جذور تلك الأزمة والدوافع الروسية وراء ذلك التدخل والموقف التركي من الحرب الروسية الأوكرانية، وتحاول تقييم تداعيات تلك الأزمة على مستقبل العلاقات الروسية – التركية، فتركيا تقع على خط المواجهة    بين روسيا وأوكرانيا نظرًا لكونها عضوًا في حلف شمال الأطلسي، ولاعتبارات الشراكة الاستراتيجية مع البلدين وعلى وجه الخصوص روسيا، فهناك العديد من الملفات الإقليمية والدولية المتداخلة بينهما بدءًا من ملفي سوريا وليبيا، وصولًا إلى ملفي أرمينيا وأذربيجان، بما يضعها تحت ضغط الموازنة بين التزاماتها بموجب الحلف والاعتماد الاستراتيجي المتزايد على روسيا، وهو ما دفعها للتحرك بخطوات حذرة في الأزمة الأخيرة باتخاذ موقف تضامني شبه حيادي، منذ بداية الأزمة   بين إدانة التدخل العسكري الروسي على دولة ذات سيادة، وبين الامتناع عن تبني أي موقف عدائي تجاه روسيا وتفادي تقديم أي تنازلات تضر بمصالحها الاقتصادية والأمنية والاستراتيجية سواء بشكل مباشر أو في ملفات إقليمية ودولية أخرى مُتشابكة مع أطراف الصراع، وعرض قيادة وساطة إقليمية بين طرفي الصراع.