تسعى الدراسة إلى تحليل أبعاد وملامح وتداعيات السلوك الإقليمي الإيراني تجاه الممرات والمضائق البحرية في منطقة الشرق الأوسط، خلال الفترة من 2011 وحتى 2022. واعتمدت الدراسة في إطارها النظري على النظرية الواقعية ومفاهيمها (القوة، وتوازن القوى، والمصلحة الوطنية)، واستندت الدراسة في منهجيتها على منهج التحليل الجيوبوليتيكي؛ لفهم محددات ودوافع السلوك الإيراني، فضلًا عن الاستعانة بمناهج التحليل الجيواستراتيجي والجيواقتصادي لتفسير التنافس الإقليمي والدولي مع إيران في هذا المجال.
وتوصلت الدراسة إلى أن إيران تعتبر هذه الممرات والمضائق البحرية بمثابة أوراق تفاوض وضغط على دول المنطقة والقوى الدولية؛ للتخفيف من الضغوط الداخلية والخارجية وتحقيق مكاسب متنوعة. كما تستخدم إيران في سبيل تنفيذ سياستها تجاه الممرات والمضائق البحرية في المنطقة أدوات متنوعة ما بين التهديدات اللفظية المتكررة، والمضايقات والعمليات العسكرية المحدودة، وامتلاك قواعد عسكرية قريبة منها، وصولًا إلى التحالف مع قوًى أخرى. وبالتالي يشكّل السلوك الإقليمي الإيراني تجاه الممرات والمضائق البحرية في المنطقة تهديدًا خطيرًا متنوع الأبعاد على أمن واقتصاد دول المنطقة، والقيمة الاستراتيجية لتلك الممرات والمضائق البحرية.
وأوصت الدراسة بتنسيق الجهود الإقليمية والدولية في مجال الأمن البحري، وصياغة وتنفيذ استراتيجية شاملة؛ لمواجهة التهديدات المختلفة لأمن الممرات والمضائق البحرية في المنطقة.