تسعى هذه الدراسة إلى تقديم طرحٍ نظريًّ شاملٍ قد يُسهم في تَفسير التغير الذي يطرأ على جَودة الديمقراطية الليبرالية، ذلك بعد تجلي متغيرات جديدة أثرت على النموذج الليبرالي الغربي. فثمة نُظم ديمقراطية عريقة كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبلدان أوروبية أخرى قد بدأت تتخلى تدريجيًا وبدرجات متفاوتة عن التَقيد باحترام الحريات المدنية واتجهت نحو تطبيق إجراءات مُتعارف عليها لدى النظم شِبه الديمقراطية؛ كتقييد حرية الصحافة وتصاعد حِدة إجراءات التفتيش والتوسع في إجراءات المراقبة والتنصت. وعليه ركزت الدراسة على تقديم أهم المُقاربات النظرية التي فَتحت النقاش حول إمكانية تَقييد الحريات المدنية بهدف إعلاء المنافع والقضايا الاجتماعية الأخرى كالأمن القومي أو المساواة، بالإضافة إلى رصد أهم العوامل التي أدت إلى هذا التراجع والذي رصدته المؤشرات الدولية في ظل ندرة الدراسات العربية التي تناولت هذا الموضوع.