يلعب الفاعلون المسلحون من غير الدول دورًا هامًا في حالات الصراع أو اندلاع العنف في دولة ما، بعد أن أضحت الدولة مجرد فاعل من ضمن فواعل عديدة ولم تعد الفاعل الوحيد المؤثر في العلاقات الدولية، ومن أهم الفاعلين من غير الدول ما يُعرف بــ"الفواعل المسلحة من غير الدول"، ويُعتبر حزب الله اللبناني أحد أبرز هؤلاء الفاعلين، الذين لهم تأثيرات عابرة للحدود، كما أنه من الفاعلين الذين يستخدمون العنف لتحقيق أهداف بعينها، تختلف في أغلب الأحيان مع أهداف الدولة اللبنانية؛ ونتيجة لاستمرار الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي منذ القرن الماضي وإلي الآن، فقد انتقل ذلك الصراع من إطار الصراع الداخلي إلي الصراع عبر الحدود، واكتسب خلاله حزب الله زخمًا كبيرًا عبر تاريخ ممتد ممزوج بالنضال من أجل تحرير الأرض، وصولاً إلى تنفيذ أجندته الخاصة، لينتقل الحزب من نطاق جماعات التحرر الوطني، إلى نطاق الفواعل المسلحة من غير الدول التي تخدم أهدافها الخاصة، وتستخدم العنف والنفوذ لتحقيقها داخليًا أو إقليميًا، وتبنى لها شبكة من التفاعلات مع باقي دول الإقليم، تستقل بها سياسيًا عن الدولة اللبنانية لتنفذ أجندتها الخاصة، بل وتسعى لفرض هوية دينية – سياسية مغايرة للمصالح العليا للدولة اللبنانية.