تهتم هذه الدراسة بما شهده العالم مؤخراً من تبعات انتشار جائحة كورونا، وهي التبعات التي لم تقف عند حد تهديد صحة بني البشر في شتى أركان المعمورة، وإنما راحت تؤثر على كافة أوجه الحياة الإنسانية المعاصرة، بما في ذلك قطاع عالم السياسة بوجهيه الداخلي والدولي. وفي هذا السياق استهدفت دراستنا هذه الإجابة عن عديد من التساؤلات التي يمكننا أن نوجزها فيما يلي:
- هل نحن بصدد تطورات جوهرية يشهدها علم السياسة بفعل الجائحة وتداعياتها؟
- لمن كانت الغلبة على صعيد الجدل التنظيري بين الليبراليين والواقعيين؟
- وماهي الأنظمة السياسية الأكثر نجاحاً في مواجهة الجائحة؟
ولقد انتهت الدراسة إلى إن أزمة كورونا قد أفرزت العديد من الأطروحات الفكرية الهامة، سواء فيما يتعلق بالصعيد النظري المتعلق بهوية علم السياسة والنظريات الكبرى المفسرة للواقع السياسي، وكذا على صعيد الممارسات السياسية للدول.
أما بصدد مواجهة الأزمة وإذا ما كانت النظم الديمقراطية أم النظم السلطوية هي الأكفأ في التعامل مع تداعياتها، فقد انتهينا إلى تمتع كل من هذين النوعين من نظم الحكم ببعض من نقاط القوة وكذا نقاط الضعف، الأمر الذي يؤكد على أن طبيعة النظام السياسي ليست هي العامل الحاسم في تحديد فعالية التعامل مع مثل هذه الجائحة.
This study is concerned with the consequences of the spread of the Corona pandemic that the world has recently witnessed. These consequences did not stop at the level of threatening human health, but rather began to affect all aspects of contemporary human life, including the world of politics, both its internal and international aspects. In this context, our study aimed to answer many questions that we can summarize as follows:
- Are we witnessing fundamental developments in political science due to the pandemic and its repercussions?
- Who had the upper hand in the theoretical debate between liberals and realists?
- -Which political systems were the most successful in confronting the pandemic?
The study concluded that the Corona crisis has produced many important ideas, both regarding the identity of political science and the major theories explaining political reality, as well as at the level of political practices of countries.
As for confronting the crisis and whether democratic systems or authoritarian systems are more efficient in dealing with its repercussions, the study concluded that each of these two types of governance systems has some strengths and weaknesses. Dealing with such a crisis is not affected by the nature of the political system.