تقوم نظرية توازن القوى على فکرة أن الدول تسعى إلى البقاء على قيد الحياة ککيانات مستقلة .کما تسعى إلى الحصول على السلطة فى النظام العالمى الفوضوي؛فبدون السلطة ،يمکن للدول أن تصبح خاضعة لإرادة الآخرين أو أن تخسر أمنها .ومن ثَم فإن الفوضى تفرض على الدول أن تزيد من قوتها ،لأن الأمن والبقاء لا يمکن فصلهما عن امتلاک قدر عظيم من السلطة داخل النظام . وبالتالي يصبح التنافس على السلطة حالة طبيعية في السياسة الدولية ،ويؤدى هذا التطلع إلى السلطة من جانب الدول کما يرى هانز مورغنثاو لتشکيل يسمى توازن القوى وإلى سياسات تهدف للحفاظ عليه . فالسياسة الدولية تحبط دائماً القوة غير المتوازنة فى النظام ،وفى مواجهة القوة غير المتوازنة ، تحاول بعض الدول زيادة قوتها أو التحالف مع دول أخرى لتحقيق التوزان بين فى التوزيع الدولي للقوة .فالنظام الدولي المستقر يعتمد بشکل أساسي على الحفاظ على توازن القوة بداخلة .
انطلاقاً من تحقيق ذلک المفهوم لتوازن القوة فى النظام الدولي في مجال السياسة الدولية على الأرض ،تبلورت إشکالية هذه الدراسة مع وجود بُعد أخر للتنافس الدولي على القوة وهو الفضاء الخارجي _ في کيفية عمل ديناميکيات عملية توازن القوى في الفضاء الخارجي ؟ وهل يختلف مفهوم التوازن على الأرض عن مفهوم التوازن فى الفضاء ؟ وکيف يؤثر امتلاک القوة والسلطة فى الفضاء على السياسات وإدارة الصراعات الدولية على الأرض؟