تلقى هذه الدراسة الضوء على الدور المؤثر الذي يلعبه كلاً من المحددين الصيني والإيراني في العلاقات الأمريكية – الهندية
أولاً: أثر المحدد الصيني على العلاقات الأمريكية – الهندية:
شهدت العلاقات الصينية - الهندية موجات متقطعة من التوتر ناتجه عن عدة قضايا خلافية ورغم التفاوت الواضح في مقومات القوة الشاملة، إلا أن محاولات الهند لم تتوقف لتحقيق التكافؤ مع الصین لا سيما في المجال العسكري ومن ذلك التجارب النووية الهندية. هذا فضلاً عن سعيها لبسط نفوذها على دول جنوب شرق آسيا التي تعتبرها الصين مناطق نفوذها التقليدية.
ومما لاشك فيه، أن التعاون الدفاعي الأمريكي مع الهند قد عضد بشكل مباشر قدرتها على التعامل مع المناوشات الحدودية المتكررة مع الصين، كما أن تنامي الدور الذي تحتله الهند في إطار الاستراتيجية الأمريكية لاحتواء الصين، وانضمامها إلى مجموعة "الكواد" يعد مبرراً إضافياً لتوتر العلاقات بينها وبين الصين.
ثانياً: أثر المحدد الإيراني على العلاقات الأمريكية – الهندية:
العلاقات الإيرانية – الهندية علاقات مليئةً بالتعقيدات نظراً لوجود مزايا اقتصادية وجغرافية إستراتيجية للعلاقة يقابلها رؤى ومصالح متناقضة للأطراف الخارجية الفاعلة وعلى رأسها الولايات المتحدة. فليس بجديد القول بأن محاولات الولايات المتحدة لسنوات محاصرة إيران وفرض عقوبات دولية عليها لاحتواء طموحاتها النووية وتحجيم نفوذها النشط في المنطقة، كان لها تأثير سلبي على التعاون الهندي – الإيراني وبالأخص في مجال مشاريع أمن الطاقة ليظل التشابك الناتج عن أي توتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران مصدر قلق لصانعي السياسة الهندية فيما يتعلق بعلاقة "نيودلهي" مع "طهران" والتي شهدت تراجعاً ملموساً.