أصبحت الصين إحدى أهم القوى الوازنة على الصعيد الدولي، وذلك بفضل تطورها الاقتصادي حيث تعتبر الصين في الوقت الحاضر ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة وأكبر دولة صناعية، وأكبر الدول المصدرة في العالم، وإضافة إلى المقوم الاقتصادي تمتلك الصين قدرات عسكرية هائلة إذ احتلت المرتبة الأولي عالميًا من حيث تعداد الجيش والمرتبة الثالثة من حيث القدرات العسكرية بعد الولايات المتحدة وروسيا على التوالي، كذلك تنتهج الصين سياسة خارجية سلمية ومستقلة بهدف حماية استقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها، فضلًا عن ذلك تسعي إلى تغيير بنية النظام الدولي الأحادي القطبية التي تهيمن عليه الولايات المتحدة إلى التعددية القطبية مع تعزيز أسسه القائمة على انفتاح الأسواق وحرية التجارة الدولية، ولقد اتبعت الصين عدة مسارات لبلوغ مكانة قيادية عالمية في النظام الدولي أولها: مبادرة الحزام والطريق والتي تعد مبادرة تنموية جيوسياسية وعنصرًا رئيسيًا في تنفيذ إستراتيجية الصين الخاصة بالانفتاح على العالم وثانيها: تكريس النفوذ الصيني في اسيا الوسطي، لما تحتويه من إمكانيات يمكن أن تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية الصينية وبلوغ المكانة القيادية العالمية، وثالثها: امتداد النفوذ الصيني إلى منطقة الشرق الأوسط والتي تمثل أهمية كبيرة للمصالح الصينية حيث يعتبرها المحللون الصينيون مفترق طرق عالمي ومنطقة جغرافية رئيسية كبري كونها سوقًا كبيرًا للسلع الصينية وموقعًا متميزًا لمشاريع البنية التحتية الصينية.