إن للتقارب الروسي الصيني عدة بواعث أهمها: مواجهة الهيمنة الأمريكية والذي يعد حافزًا إيجابيًا لتكوين المحور الاستراتيجي بين الصين وروسيا، فضلًا عن تشابه المواقف السياسية بين البلدين سواء على صعيد القضايا الدولية العالمية أو القضايا الإقليمية، كذلك تنظر روسيا والصين الي واشنطن باعتبارها التهديد الجيوسياسي لهما، بالإضافة إلى تحقيق الاستقرار في اسيا الوسطي من خلال تعزيز العلاقات الروسية الصينية، وأخيرًا مواجهة توسع حلف الناتو والذي يشكل خطرًا على مستقبل الامن القومي الروسي كما يشكل عقبة أساسية امام اختراق الصين للأسواق الاوربية من خلال مبادرة الحزام – الطريق، وتتعدد مجالات التعاون الروسي – الصيني لعل أهمها: التعاون في المجال السياسي ومن مظاهره معاهدة حسن الجوار(2001)، فضلًا عن تكريس الشراكة الاستراتيجية الروسية الصينية، وفي المجالات الاقتصادية ظهر التعاون بينهما جليًا في زيادة الميزان التجاري الروسي الصيني والتعاون في مجال الطاقة، كذلك يظهر التعاون في مجال التكنولوجيا والذي تحدد في اهتمام المحور الروسي – الصيني بمسألة إدارة الذكاء الاصطناعي، فضلًا عن التعاون في صياغة المعايير والقواعد الخاصة بالفضاء الخارجي والفضاء السيبراني، وأخيرًا التعاون في المجالات العسكرية والذي بدأ رسميًا منذ تسعينات القرن العشرين وخاصة بعد إضفاء الطابع المؤسسي على المشاورات الثنائية بين الجانبين.