أصبح الإرهاب واحداً من أهم الظواهر التي تهدد أمن وإستقرار الدول، وقد ساعدت شبكة الإنترنت في تنامي خطورته، فهو لم يعد ينحصر في المفهوم التقليدي الذي يعتمد على العنف والترويع، بل تجاوزه إلى نوع مستحدث من الإرهاب ألا وهو الإرهاب الإلكتروني، ويعد مفهوم الإلكتروني من المفاهيم المعقدة والخطيرة، نتيجة للتعقيدات الفنية الناجمة عن ثورة المعلومات والتقنيات الحديثة، ولم يعد مفهوم الإرهاب هو ذلك المفهوم الضيق الذي يحدده المكان والزمان، بل أصبح يشكل تهديداً كبيراً لدول العالم على مستوى أنظمتها الإقتصادية والسياسية والإجتماعية فأصبح إرهاب عابر للحدود. وعلى الرغم من أنه لا يوجد اختلاف بين أسباب ودوافع الإرهاب الإلكتروني عن أسباب ودوافع الإرهاب التقليدي، إلا انها تختلف في مدى تأثيرها بإختلاف المجتمع المعتدى عليه، حيث تنقسم الأسباب إلى نوعين وهى الأسباب العامة والأسباب الخاصة، ومن أبرز الأسباب العامة، الأسباب السياسية، الإقتصادية، الإجتماعية، الشخصية، المادية، الفكرية، ومن أبرز الأسباب الخاصة، ضعف بنية الشبكات المعلوماتية وقابليتها للإختراق، غياب الحدود الجغرافية وتدني مستوى المخاطرة، سهولة الإستخدام وقلة التكلفة، صعوبة اكتشاف وإثبات الجريمة الإرهابية، الفراغ التنظيمي والقانوني وغياب جهة السيطرة والرقابة على الشبكات المعلوماتية، في النهاية الإرهاب الإلكتروني ينشأ في بيئة إلكترونية ويقوم على أساس أدوات المعرفة التقنية ونستنتج من ذلك أن الإرهاب الإلكتروني يمثل تهديد للأمن القومي، خاصة بزيادة الإعتماد على التكنولوجيا المتطورة.