السياسة الخارجية الروسية في عهد بوتين مفهومها واستراتيجيتها
ملخص
تهدف الدراسة إلى توضيح الملامح الأساسية للسياسة الخارجية الروسية من خلال تحديد مفهوم السياسة الخارجية الروسية ومبادئها وأهدافها ودوائر حرکتها، بالإضافة إلى دراسة تأثير صعود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هذه الاستراتيجية الخارجية الروسية منذ عام 2002، وتوضيح الرکائز الداخلية والخارجية لهذه السياسة وعلاقاتها بالاستراتيجية الروسية للأمن القومي.
کما تحاول استعراض مراحل تطور الاستراتيجية الخارجية الروسية منذ عام 2002، وکيف أثر متغير القيادة الروسية المتمثل في الرئيس بوتين في تحديد مراحل هذه الاستراتيجية التي شملت مرحلتين هما مرحلة إعادة البناء أو ما يسمى "عقيدة استعادة الدولة"، ومرحلة بناء القوة العسکرية العابرة للقارات "عقيدة فرض الاحترام". بجانب دراسة العلاقة الارتباطية بين هذه الاستراتيجيات ودوائر السياسة الخارجية الروسية التي تمثلت في التوجه الغربي (الأوروأطلسي)، والتوجه الآسيوي(الأوراسي)، والتوجه الشرق أوسطي.
البحث
أحدث انهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء مرحلة الحرب الباردة منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، تغيرات في خريطة السياسة الدولية وهيکلية النظام الدولي، کما أثرت على سياسات الدول الکبرى؛ ولعل أبرز النتائج الناجمة عن هذا التغير تتمثل في محاولة الولايات المتحدة الأمريکية التفرد بمجريات السياسة العالمية؛ ونتيجة لذلک واجهت روسيا الاتحادية -وريثة الاتحاد السوفيتي السابق- مجموعة من العقبات خلال صياغة الاستراتيجية الروسية الجديدة خاصة في ظل التناقضات في الأولويات بين السعي لاستعادة دور فاعل في النظام الدولي وبين الإمکانات الداخلية ومتطلبات عملية التنمية.