يعد الاقتصاد الأزرق من المسارات الهامة لتحقيق التنمية المستدامة، خاصة في ظل ما يعانيه العالم سواء من أزمات اقتصادية، أو تغيرات مناخية؛ ومن ثم التأثير على الموارد الطبيعية بل والبشرية ومدى استدامتها، وتبعا للمجالات العديدة للاقتصاد الأزرق سواء كانت السياحة البحرية أو تربية الأسماك أو النقل البحري...الخ فإنها تساهم في تحقيق عديد من الأهداف مثل: حماية البيئة البحرية واستدامتها، تحقيق الأمن الغذائي، توفير فرص العمل...الخ؛ وهذا ما أدى إلى المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في كثير من دول البحر المتوسط. وهنا ثار التساؤل حول مدى استفادة مصر بإمكانيات الاقتصاد الأزرق في تحقيق التنمية المستدامة؟ وفي محاولة الإجابة على هذا التساؤل تم التعرض لواقع الاقتصاد الأزرق في مصر، والتحديات التي تواجهه، وكيف يمكن مواجهتها، وكان من أهم نتائج البحث:أن دول البحر المتوسط تمتلك قدرات كبيرة؛ وهو ما أدى إلى نتائج إيجابية فيما يتعلق بالمجالات المتعددة للاقتصاد الأزرق، والتي ساهمت بدور فاعل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة،وأن مصر رغم امتلاكها قدرات كبيرة في المجالات المختلفة للاقتصاد الأزرق إلا أنها لم تستفد منها كما ينبغي ، وتم اقتراح بعض الإجراءات لتفعيل الاقتصاد الأزرق كمسار لتحقيق التنمية المستدامة في مصر،وذلك من خلال مجموعة من التوصيات التنفيذية منها وضع خطة استراتيجية وطنية للاقتصاد الأزرق تتضمن أهدافًا محددة ، تطوير القوانين والتشريعات اللازمة لتنظيم الاقتصاد الأزرق وحماية البيئة البحرية، وتعزيز التعاون والشراكة بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتنمية الاقتصاد الأزرق، الاستثمار في البحث والتطوير والابتكار .كما بينا تأثير كل مجال من مجالات الاقتصاد الأزرق على تحقيق التنمية المستدامة.