ترتبط هذه الدِّراسة بواحد من العلماء والمُفكِّرين والمُصلحين المصريِّين المغمورين، أثمرت جهودُه آثارًا إيجابيَّةً كبيرةً ومُهِمَّةً في العديد من المجالات محليًّا ودوليًّا، منها: الحفاظ على العقل والأخلاق، وصَوْن وحماية وَجْه مصر الإسلاميّ جوهرًا ومظهرًا، والدعوة إلى الإسلام لدى غير المسلمين في الغرب والشرق، بما أفاد به المسلمين هناك وأفاد الدولة المصريَّة بالدعاية الطيِّبة لها في تلك الدول.
ولعرض ذلك علمت اشتملت الدِّراسةُ على عدة محاورَ رئيسةٍ تتناول التعريفَ بأحمد غلوش من حيث مولده ونشأته وتعليمه ووفاته، ثم أسباب وحيثيات انضمامه للماسونيَّة ودرجاته وتَرَقِّيه فيها، وهل أكمل فيها بقية حياته أم انقلب عليها؟ ثم تلقي الدراسة الضوء على مؤلفاته باللغتين العربيَّة والإنجليزيَّة، مُبسطين القول عن كتابه "The Reliegan of Islam" وآثاره المحليَّة والدوليَّة. وبشأن دوره في مكافحة المُسْكرات فقد تطرَّقت إليه الدراسة من خلال جهود أحمد غلوش داخل «جمعيَّة منع المُسْكرات» التي أسَّسها بنفسه لهذا الخصوص. ثم نختمُ البحث ببيان جهود أحمد غلوش في المؤتمرات العلميَّة الدوليَّة وأثر نتائجها على الداخل المصريِّ، إلى غير ذلك ممَّا تتضمَّنه الدراسة أكاديميًّا بالتحليل والتفسير والاستنباط، مُعتمدين على مادَّةٍ وثائقيَّةٍ بِكْرٍ من دار الوثائق القومية المصريَّة، ووثائق غير منشورة من مطبوعات جمعيَّة منع المُسْكرات، كالتقارير والمذكرات والرسائل ذات الأهميَّة الكبرى، إضافةً إلى مؤلفات أحمد غلوش نفسه وغيرها من الكتب والمقالات المنشورة في عدد من الصحف والمجلات.