تعد الحرب السيبرانية أو الهجمات السيبرانية من بين أهم الموضوعات التي يتداولها المجتمع الدولي في العصر الراهن، غير أنه ولاعتبارات قانونية، وأخرى سياسية لم يتفق المجتمع الدولي على تعريف موحد لها برغم جدية الفقه في وضع مثل هذا التعريف، حيث لم تتطرق الاتفاقيات والقرارات الدولية لوضع معايير للحرب السيبرانية.
وعلى هذا الأساس كان الاتجاه للاهتمام بالحرب السيبرانية أمراً ملحاً بالنسبة للفقه والتشريع الدوليين، حيث فرض الواقع استخدام التكنولوجيا في العمليات العسكرية، والإغارة الإلكترونية على الأهداف المعادية، وهو الوضع المستحدث الذي جذب أنظار المجتمع الدولي خاصة مع تفاوت الدول في القدرات السيبرانية، وهو ما يصنع نوعا من الحرب غير العادلة بين الدول المختلفة.
وإذا كانت نصوص القانون الدولي قد اعتراها القصور بالنسبة لتنظيم الحرب السيبرانية ومواجهتها، فإن القواعد العامة لهذا القانون قد نجحت في وضع عدد من المعايير والاعتبارات التي يمكن للفقه الاستناد اليها في تأسيس قواعد لاستخدام الحرب السيبرانية، وخاصة مع الاعتداد بها كحرب تماثل الحرب التقليدية، وكفعل يحمل الكثير من سمات جريمة العدوان.