تعد الآثار الحجرية الجيرية من أكثر المواد الأثرية وجوداً بالمتاحف والمواقع الأثرية المختلفة في مصر، وتعاني تلك الآثار الحجرية من عوامل ومظاهر تلف مختلفة تؤثرعلى متانتها ودواميتها. ومن المواقع الأثرية الفريدة المشيدة من الأحجار الجيرية، والتي تعاني كثير من أحجارها من الضعف الشديد نتيجة عوامل التلف المختلفة؛ قبة سعد الدين بن غراب (808هـ / 1406م) بصحراء المماليك بالقاهرة. وتهدف هذه الورقة البحثية إلى الوصول لمادة تقوية مناسبة للأحجار الجيرية الأثرية بهذا الموقع الأثري، وقد اعتمدت الدراسة على مبدأ المقارنة بين نتائج إحدى مواد التقوية بحالتها المنفردة، وهي مادة البارالويد B44 المذاب في الأسيتون  بنسبة 3% ، ونفس المادة في حال خلطها ببعض المواد النانوية في محاولة لتحسين كفاءتها وقدرتها على التقوية، والتغلب على السلبيات الناتجة عن عملية التقوية بها بصورتها المنفردة. هذا وقد تم خلط مادة البارالويد B44 المذاب فى الأسيتون بنسبة 3% بمادة نانو هيدروكسيد الكالسيوم 5% ، كما تم خلط مادة البارالويد B44 المذاب فى الأسيتون بنسبة 3% مرة أخرى بمادة نانو هيدروكسى أباتيت 5%، وتم إجراء التقييم العلمي لنتائج عمليات التقوية المختلفة، وقياس مدى تحسن الخواص الفيزيائية والميكانيكية للعينات الحجرية المعالجة. وتمت الدراسة وتقييم النتائج باستخدام مجموعة من الفحوص والتحاليل والاختبارات المعملية، مثل: الفحص بالميكروسكوب المستقطب (PLM)، والفحص بالميكروسكوب الإلكتروني الماسح (SEM)، والفحص بالميكروسكوب الإلكتروني النافذ (TEM)، والتحليل المعدني بحيود الأشعة السينية (XRD)، وقياس التغير اللوني للعينات المعالجة، وقياس الخواص الفيزيائية (الكثافة، والمسامية، ونسبة امتصاص الماء) وقياس الخواص الميكانيكية (اختبار المقاومة للضغط). والجدير بالذكر أنه تم تعريض العينات المعالجة للتقادم الاصطناعي بمصادر الرطوبة والأملاح لتقييم ثبات مواد التقوية في الظروف القاسية التي تتعرض لها الأحجار الجيرية الأثرية خاصة في بيئة المواقع الأثرية، وربما أيضا في ظروف العرض والتخزين غير المناسبة. وأفادت نتائج الدراسة أن إضافة الجسيمات النانوية إلى بوليمر البارالويد B44 ساعدت بشكل كبير في تحسين الخصائص الفيزيائية والميكانيكية للعينات الحجرية المعالجة. وبشكل عام، يمكن القول بأن نتائج المتراكب النانوي بارالويد B44 / نانوهيدروكسيد الكالسيوم جاء في المرتبة الأولى من حيث النجاح في تحسين الخواص الفيزيائية والميكانيكية للعينات الحجرية المدروسة، وفي حين جاء المتراكب النانوي بارالويد B44 / نانوهيدروكسي أباتيت في المرتبة الثانية. وتؤكد الدراسة ضرورة الإفادة من التقنيات الحديثة فى علاج وصيانة المواد الأثرية، وخاصة استخدام المواد النانوية الصديقة للبيئة لعدم تعريض المرمم والأثر إلى الأضرار الناتجة عن التأثيرات السلبية لمواد الترميم التقليدية.