تهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على إحدى المنشآت الدينية الباقية بمحافظة الغربيبة وتحديدا في قرية إكوة الحصة  بمركز كفر الزيات، من خلال دراسة منشأة دينية لا تزال تحتفظ بكثير من وحداتها وعناصرها المعمارية والزخرفية  - إلى حد كبير- وتؤرخ عمارتها ببداية القرن الرابع عشر الهجري، وهو الجامع القبلي بقرية إكوة الحصة بمركز كفر الزيات، وعلى الرغم من أهمية هذا الجامع  سواء من الناحية المعمارية أو الفنية إلا أنه لم تفرد عنه دراسة علمية أثرية متخصصة، وهو ما دفع الباحث إلي عمل دراسة أثرية تحليلية للجامع، وذلك لتوثيق وتسجيل عمارته وزخارفه، وإلقاء الضوء على أهم العوامل التي أثرت في تخطيطه وعمارته، مع تحليل وحداته المعمارية وعناصره الزخرفية، ومحاولة وضع الجامع وعمارته في سياقه التاريخي والحضاري. وقد استخدم الباحث المنهج العلمي القائم على الدراسة التسجلية (الوصفية الميدانية) للجامع موضوع البحث، ودمجه مع المنهج التحليلي المقارن، وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من بينها :أن تاريخ إنشاء الجامع القبلي بقرية إكوة الحصة بمركز كفر الزيات، بمحافظة الغربية تم بين عامي (1305- 1308هـ/1888- 1890م)؛ وأن تخطيط الجامع القبلي بقرية إكوة الحصة جاء وفق التخطیط المحلي المصري المكون من مساحة مربعة الشكل، قسمت إلي ثلاثة أروقة بواسطة بائكتين من عقود مدببة تسير موازية لجدار القبلة، يتوسط الرواق الأوسط منها منطقة وسطي مربعة محددة بواسطة أربعة أعمدة رخامية أسطوانية الشكل يغطيها شخشيخة مستطيلة الشكل بأضلاعها نوافذ للتهوية والإضاءة، وهو تخطیط  محلي ومتوارث استقى تخطيط الجامع أصوله منه،وهوالتخطيط الذي احتل الصدارة بین أنماط تخطیط المساجد والجوامع الباقیة بالدلتا منذ العصر العثماني وخلال عصر أسرة محمد علي؛ وأن الميضأة الحالية بالجامع ليست أصيلة، وأنها مضافة على الواجهة الجنوبية الغربية للجامع في وقت لاحق على البناء، وكذلك السقيفة التي تتقدم المدخل الفرعي بالواجهة الشمالية الشرقية تم إضافتها في وقت لاحق؛ كما بينت الدراسة، مدى نجاح معمارى الجامع القبلي بقرية إكوة الحصة، في اختياره لموقع المئذنة، حيث  تشرف على المنطقة الأكثر كثافة من حيث النسيج العمراني بالقرية في وقت إنشاء الجامع.