تواجه الجامعات العديد من التحديات والضغوط التنافسية المحيطة بها بسبب التحولات السريعة في البيئة التعليمية والتكنولوجية؛ مما تطلب من الجامعات ضرورة تغيير جذرى فى الخدمات والبرامج التعليمية الحالية بخدمات وبرامج مبتكرة تتناسب مع التغييرات فى البيئة التعليمية والتكنولوجية وتتوافق مع متطلبات سوق العمل المتغيرة، وذلك بإضافة وتطوير ميزات جديدة ومبتكرة للبرامج التعليمية والخدمات التى تقوم بها الجامعة بما يحقق متطلبات وتوقعات واحتياجات المستفيدين ويضمن للجامعة الحفاظ على موقع تنافسى استراتيجى متميز بين الجامعات الآخري فى ظل التنافس الشديد، وهنا تبرز أهمية الحاجة إلى إدارة الابتكار الاستراتيجي لحفظ التوازن بين الإبداع واستقرار البيئة التنظيمية للجامعة الذى يولد عنها الابتكار الإستراتيجى أى تصبح الأفكار والمعرفة الابتكارية الجديدة حقيقة يمكن تطبيقها والاستفادة منها. وتُعرف إدارة الابتكار الاستراتيجى للجامعات فى سياق هذا البحث بأنها: مدخل إدارى يرتكز على مجموعة ممارسات متكاملة تقوم بها إدارة الجامعة من أجل الاستثمار الأمثل للموارد والقدرات الديناميكية والتكنولوجية المتاحة بالجامعة من خلال إستراتيجيات وأساليب إستباقية جديدة تجعلها قادرة على توليد أفكار إبداعية واستيعابها واستثمارها لتطوير خدماتها وبرامجها وتقديمها بشكل مبتكر لزيادة فرص بقائها واستمرارها لمواجهة التغييرات المستمرة والمتلاحقة في البيئة الخارجية والاستجابة لها بنجاح بما يضمن للجامعة الحفاظ على ميزتها التنافسية المستدامة. واقتصر البحث على عدد من المجالات المرتبطة بممارسات إدارة الابتكار الاستراتيجى والتى تساعد الجامعات على تطبيقها، وهي: القدرة الاستيعابية للجامعة، التوجه الإستباقى للجامعة، الدعم القيادي الجامعي. ومن ثم يهدف هذا البحث إلى التوصل لتصور مقترح لتطوير إدارة الإبتكار الاستراتيجى بالجامعات المصرية. واعتمد البحث على المنهج الوصفي، وتم استطلاع آراء بعض خبراء التربية فى التصور المقترح لتطوير إدارة الابتكار الاستراتيجى بالجامعات المصرية، وتم التوصل إلى صورته النهائية بالاستفادة من آراء السادة الخبراء ومقترحاتهم. وتضمن التصور المقترح أربعة محاور هي: المنطلقات (النظرية والمحلية)، ومكونات التصور المقترح، ومتطلبات تنفيذه، وصعوبات تنفيذه وسبل التغلب عليها.