هدفت الدراسة الراهنة إلى الكشف عن التأثير الفارق لبرنامج تريز للحل الإبداعي للمشكلات على قدرات التفكير التنسيقي وقدرات التفكير الإبداعي. وتم إعداد البرنامج التدريبي باستخدام كراسات البرامج التدريبية، وتضمن خمسة تكنيكات وتكون من (14) جلسة تدريب بإجمالي (21) ساعة. وتم قياس العائد التدريبي باستخدام بطارية جيلفورد للتفكير الإبداعي، واختبار الحل الإبداعي للمشكلات باستخدام تكنيكات تريز (إعداد الباحثة)، وبطارية التفكير التنسيقي (إعداد الباحثة)، ومقياس الاتجاه نحو البرنامج التدريبي. وتم إجراء ثلاث تجارب؛ تجربتين استطلاعيتين (ن=15) (من تخصصات العلوم الهندسية والتقنية والفنون التطبيقية) وتجربة أساسية (ن=20) (من تخصصات العلوم الانسانية)، وتكونت عينة التجربة الأساسية من طلاب قسم علم النفس بالفرقة الثانية من كلية الآداب جامعة القاهرة.

وكشفت النتائج عن التحسن في قدرات التفكير الإبداعي في حين لم تكشف عن التحسن في قدرات التفكير التنسيقي، بالإضافة إلى رفع وعي الأفراد من خلال التحسن المُدرك لقدراتهم، والدور الذي يسهم به استخدام التكنيكات في إيجاد حلول إبداعية للمشكلات التي تواجههم، ورفع دافعيتهم نحو الحصول على مزيد من التدريب لاستخدام تكنيكات تريز. وقد استثارت النتائج قضايا حول دلالات تحسن القدرات الإبداعية وعدم تحسن قدرات التفكير التنسيقي ودور تكنيكات تريز في تنمية التفكير التنسيقي.