يتمثل الهدف الرئيس لهذه الدراسة في إجراء تحليل نظري لتوضيح دور الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة، وذلك من خلال تحديد الإطار المفاهيمي لمتغيرات الدراسة، ثم مراجعة وتحليل الدراسات السابقة ذات الصلة بهدف تحديد فجوة البحث. خلص الباحث من تحليل تلك الدراسات إلى أن نظم المعلومات التقليدية لا تستطيع معالجه أو تحليل البيانات الضخمة، لأنها بيانات كبيرة الحجم ومعقدة وتتغير باستمرار، كما أنها متنوعة من حيث مصادرها وأساليب الحصول عليها، ولا تحمل هذه النظم مساحة تخزين كافية لاستيعاب هذه البيانات، فيؤثر ذلك بالسلب علي الشركات وعلي مهنتي المحاسبة والمراجعة، ولذلك يجب علي مديري هذه الشركات وعلي المحاسبين والمراجعين أن يبحثوا عن تقنيات تستطيع معالجة وتحليل البيانات الضخمة، واستخراج معلومات ذات قيمة مضافة منها، وهو ما يمثل فجوة البحث. وتوصلت الدراسة إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي (التعلم الآلي، والنظم الخبيرة، والشبكات العصبية، والتعلم العميق)، تستطيع تحليل البيانات الضخمة ومعالجة التحديات المرتبطة بها، لأن تقنيات الذكاء الاصطناعي قادره على جمع وتخزين الكم الكبير من البيانات المتنوعة والمعقدة وتحويلها لمعلومات صحيحة، وقادرة أيضًا علي اكتشاف الأخطاء وتصحيحها بشكل سريع، ومعالجة مشاكل واقعية كان يعتبر من المستحيل معالجتها بأساليب البرمجة التقليدية، وبالتالي يتم اتخاذ القرارات بشكل سليم، ولذلك يجب علي مديري الشركات وعلي المحاسبين والمراجعين أن يدمجوا تقنيات الذكاء الاصطناعي في أعمالهم الأساسية، مما يحدث تغييرًا تحولياً في مهنة المحاسبة والمراجعة، ويحدث نقلة نوعية للشركات خلال السنوات القليلة المقبلة.