يهدف هذا البحث إلى توضيح أهمية الاقتصاد الأخضر وتطبيقاته ودورهم في تعزيز التنافسية المستدامة للاقتصاد المصري في ظل تواضع ترتيب مصر في معظم مؤشرات التنافسية العالمية والتنمية المستدامة ومؤشرات الأداء البيئي، وهو ما يتطلب تضييق الفجوة بينها وبين الدول المنافسة لها وإحداث تغيرات جذرية في سبيل التحول للاقتصاد الأخضر، وربما الإنجاز المهم الذي تحقق في هذا المجال الحيوي هو أن العالم نجح بالفعل في وضع أسس البنية التحتية التي ستمهد الطريق مستقبلا نحو التحول إلى الاقتصاد الأخضر ونشر ثقافة التحول الأخضر، حيث ينظر البعض للاقتصاد الأخضر باعتباره طوق النجاة للدول لمواجهة التحديات البيئية المزايدة، والحفاظ على الرفاهية التي تحققت بفعل سنوات التنمية الاقتصادية الماضية، وتمثل مصر نموذجا أفريقيا في مجال التحول نحو الاقتصاد الأخضر من خلال العديد من المشروعات الكبيرة خلال السنوات الماضية، ولازال الكثير ينتظرها خلال السنوات المقبلة خاصة مع التوسع في اصدار السندات الخضراء بحيث يصبح استثمار السوق المصري ناجحا طويل المدى، وقد يكون هذا المشروع هو الأهم في سلسلة التغيرات في السياسات البيئية للدولة المصرية خلال العقد الأخير ليفتح مجالات استثمارية جديدة في أنشطة الطاقة والنقل والتصنيع والزراعة العضوية في كل المنطقة، وينتهي البحث باستخلاص مجموعة من الإجراءات والسياسات المقترحة التي من شأنها أن تمكن مصر من تعزز التنافسية المستدامة للاقتصاد والتفوق على منافسيها عالميا.