هدف هذه الدراسة هو تسليط الضوء على موضوع التأثير أو الإسهام (غير الأكاديمي) للبحوث والدراسات المنشورة في المملكة والوطن العربي، وذلك من خلال معرفة مدى اهتمام المجلات العلمية والباحثين بإحداث التأثير في البحوث المنشورة. وقد قام الباحث بالاختيار عشوائيا لعدد (١١ مجلة) من المجلات العلمية المحكمة المنشورة باللغة العربية في الجامعات السعودية، وتكشيف (٩٩ بحثا) فيها.

وأظهرت نتائج الدراسة عدم تحقق مقومات تأثير البحوث والدراسات المنشورة في المجلات العلمية في الجامعات السعودية حيث لم تشر المجلات في أهدافها ولا معايير النشر فيها إلى أهمية عناية الباحثين بإحداث التأثير والإسهام غير الأكاديمي في بحوثهم، أو أن تلك المجلات تأخذ في عين الاعتبار مدى إسهام البحث غير الأكاديمي وذلك عند تحكيم البحوث العلمية. أما من جهة التزام الباحثين فإن أيا من مقومات تأثير البحوث الواجب أخذها في الاعتبار عند نشر البحوث (وعددها عشرة مقومات) لم يتحقق أيضا.

وفي ضوء ذلك، فقد أوصى الباحث بأهمية تطوير السياسات والتشريعات واللوائح المنظمة للبحث العلمي في المملكة العربية السعودية والوطن العربي وتضمينها مفاهيم واشتراطات تأثير البحوث، وضرورة اهتمام المجلات العلمية المحكمة وأوعية النشر العلمي المعتمدة بتطبيق معايير تأثير البحوث، وأن يكون معيار "التأثير" من أهم معايير تقييم البحوث، وإعطاء أولوية النشر للبحوث ذات التأثير والإسهام غير الأكاديمي.